المقالات

ايها المتظاهرون.. انتصروا للعراق

1409 2020-10-22

  قاسم الغراوي||   في الوقت الذي تنشط فيه مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة الشباب للتظاهر للمطالبة بحقوقهم والإصلاح ومحاربة الفساد تنشط كذلك ميليشيات رقمية ممولة من أموال الفساد، ومن "ميزانيات المؤامرة الإقليمية" على العراق، للتركيز على تحويل اية تظاهرة مطلبية يقوم بها الشباب العراقي من أجل حقوقه المشروعة الى فرصة للحرق وإلحاق الضرر بأكبر قدر ممكن من الممتلكات، وصولا الى تحقيق العجز الكلي للدولة عن الأداء.  هنا لا أتحدث عن نظرية المؤامرة التي طالما تناولها اعلام الدول المهزوزة التي تعزي مشاكلها وعدم قدرتها على إدارة الأزمات التي تعصف بها معزية ذلك الى  نظرية مؤامرة من قبل دول خارجية بقدر مااتحدث عن جهات قد تكون مدفوعة الثمن افرادآ او جماعات او حتى تنظيمات سياسية فاسدة للانتقام وحرق كل مايمت بصلة للدولة من مؤسسات ودوائر وهيئات ووزارات ومجالس محافظات.  ان التظاهرات التي تدعو للعنف وخلق الفوضى والتصادم  بين الشباب العراقي المتظاهر وقوات الامن  يشير الى انّ في أول أولوياتها، إيقاف الاعمال اليومية للناس، وبث الترويع في نفوس الموظفين، ومنعهم من الالتحاق بأعمالهم، ومحاولة استفزاز القوات الأمنية من خلال  التصادم والعنف لهو شاهد عن تشوية وتحريف مطاليب المتظاهرين المشروعة من خلال خلق مناخ التصادم وإشاعة الخراب والفوضى.  التظاهرات المطلبية الحقة، أداة مشروعة بأيدي الشباب العراقي في تحسين واقع الحياة وتوفير فرص العمل، لكن منابر الفتنة تجد فيها الفرصة لتحقيق مشروعها في تفكيك الدولة وانهاء وجودها، وعدم الاكتفاء حتى بشعارات اسقاط الحكومة. تراهن الاجندة الممولة والمكشوفة المصادر، على أساليب قذرة في خداع بعض  المتظاهرين العراقيين وتغيير اتجاه بوصلتهم نحو حرق الأخضر واليابس بدلا من المطالبة بحقوقهم المشروعة والمحافظة على الممتلكات وضبط الامن وإيقاف المنفلتين وعدم استفزاز رجال الامن الذين وجدوا لحمايتهم.  في الوقت الذي اصبح فيه الشباب العراقي  أكثر وعيا، وانه لم يعد ساذجا حتى ينساق وراء الاضاليل الباطلة والوعود مالم يلمس ذلك على الواقع فإنه لن يقبل ان تدمر مؤسسات وممتلكات الدولة التي وجدت من أجل الشعب وهي باقية رغم تعاقب السلطات .  لا يدرك هؤلاء، انهم بتحريضهم يسعون الى شيطنة الاحتجاجات وجعلها أداة للفوضى، وقد ايقظوا في المحتج العراقي وعيه، ومسؤوليته في الحفاظ على الدولة، وانه لن يكون معولا منقادا يهدم أركان الدولة لتعم الفوضى انما التظاهر هو انتصار لقيم الحرية والعدالة، إنه انتصار للديمقراطية في العراق بشرط أن تكون سلمية وان تحترم القوانين وتحافظ على هيبة الدولة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك