المقالات

وحدة العراق بانتظار الشيعة 

1618 2020-10-22

  حافظ آل بشارة ||   كلما اقترب موعد الانتخابات في العراق بدأت عاصفة الدعاية والاشاعات والحرب الكلامية ، وهي ظاهرة عادية في كل البلدان الديمقراطية ، لكن هناك اختلافا واحدا يميز وضع العراق وهو ان هذا البلد كان منشغلا بتحولات مقلقة قبل ان  يبدأ الاستعداد للانتخابات المبكرة ، لذلك فأن اي تصعيد اعلامي سيكون خطيرا ويجب مواجهته باعلام مضاد ومحترف.  طيلة 17 سنة لم ينجح الشركاء في بناء دولة حقيقية، وكان لكل فريق اهدافه الخاصة ، الاقليم الكردي يتوسع جغرافيا واقتصاديا باتجاه حلم الانفصال، اما المناطق السنية فهي تنتظر اعلان اقليمها ايضا ، الفتنة تستهدف الشيعة فقط وتريد سحقهم ، وهناك تنشيط دائم لعناصر الخراب : تظاهرات منفلتة ، عصابات جريمة منظمة ، خلافات سياسية وعناد متبادل بين الاحزاب الشيعية ، فقدان ثقة بين الجمهور الشيعي وقواه السياسية ، توقف العمل التنفيذي في محافظات الوسط والجنوب ، البطالة والفقر والتجويع وتفشي المخدرات ، ظهور مرجعيات مزيفة ممولة من الخارج . الحل الوحيد لانقاذ شيعة العراق هو اعادة بناء الدولة العراقية الموحدة ، واذا اراد قادة الشيعة القيام بهذه المهمة سينجحون لانهم يمتلكون مقومات النجاح وهي: 1-الاغلبية السكانية . 2-الاغلبية السياسية والنيابية.  3-المرجعية الموحدة التي توجه وتنصح وتحظى باحترام كل المكونات . 4-الحشد الشعبي كذراع وطني وقوة حاضرة ومستعدة لحفظ الأمن. 5- العشائر كقوة اجتماعية لها دور تأريخي في حفظ البلد والدفاع عنه. 6- الثروات الكبيرة التي تضمها المناطق الشيعية كالنفط والغاز والزراعة والسياحة والموانئ وغيرها. لكن هذه الامتيازات المتنوعة كلها ستذهب هباء منثورا اذا لم تجد تحالفا سياسيا كبيرا ومتماسكا يستثمرها ، ثم يخطو هذا التحالف الخطوة المصيرية الاكثر اهمية بضم كل الشخصيات او الاحزاب من الكرد والسنة التي تؤمن بوحدة العراق ارضا وشعبا ، هذه الجبهة لا يشكلها الا الشيعة، هذه الجبهة الوطنية الشاملة هي التي يجب ان تخوض الانتخابات المقبلة، وترفع شعار بناء دولة المواطنة وليس دولة المكونات ، اما اذا اصرت بعض القوى الشيعية على الانفراد في الانتخابات او تكوين تحالفاتها الخاصة وخطابها الخاص فتلك مقدمة للخراب الكبير الذي ينتظر الشيعة ثم يعم هذا البلد باسره لا سمح الله.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك