أردنا أن ننظم استبياناً لآراء رواد الوكالة الأعزاء حول طبيعة الأحزاب العراقية وتجمعاتها السياسية، ولكن أبطال الحواسم كعادتهم منعونا من أن نمضي بهذا الأمر لأنهم عملوا بشكل سريع على حوسمة الاستبيان وتزويره من أجل تجييره لجهة واحدة، وسنضع الاستبيان هنا ولكن كمقال سيأخذ كل حزب ومجموعة حصته ولمدة أسبوع والمطلوب من القراء الكرام أن يكتبوا ما يردون وصف هذا الحزب أو ذاك، وسننشر كل الآراء، شريطة أن تبتعد عن التجريح والخدش الشخصي، امدحوا ما تريدون وانتقدوا ما تريدون ولكن تعالوا لنلعبها وفق أصول الديمقراطية، ننتقد من أجل أن نقوّم الأشياء لا من أجل أن ننتقم، ونمدح من أجل أن ندل على الخير لا أن نكون عبادا.
الحلقة الأولى خصصناها لتيار شهيد المحراب وواجهاته المتعددة كالمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، ومنظمة بدر، ومؤسسة شهيد المحراب، وحركة سيد الشهداء، وحركة حزب الله، وحركة الوفاء التركمانية وغيرها من المنظمات والتجمعات الجماهيرية، وسيلي الحلقة هذه حلقة عن حزب الدعوة وأخرى عن التيار الصدري، وأملنا من إخواننا أن نبقى إخوة ولا نريد أن نحكم للسياسيين أو نحكم عليهم، ولكن نريد أن يسمع هؤلاء كيف نفكر، وبم نفكر، ماهي امتيازاتهم لدينا وما هي انتقاداتنا إليهم، وكلنا أمل في إخواننا الكرام أن لا يتطاولوا على أحد، فالكل عراقي، ومثل ما لدينا تقييم حسن تجاه شخص معين، فقد يكون لغيرنا تقييم سلبي تجاه نفس الشخص.
بالنسبة لتيار شهيد المحراب، فإن شخصياته المركزية هي سماحة السيد عبد العزيز الحكيم، الدكتور عادل عبد المهدي، الشيخ همام حمودي، الشيخ جلال الدين الصغير، الأستاذ هادي العامري، السيد عمار الحكيم، الدكتور أكرم الحكيم، المهندس باقر صولاغ (بيان جبر)، السيد صدر الدين القبانجي، السيد داغر الموسوي، الأستاذ حسن الساري.
سياسته الخارجية ارتبطت دوماً بمحور جذب صداقة الدول، وعدم الدخول معها في مشكلة، بل تفكيك المشكلة قدر الإمكان، ولديهم امتياز الجمع بين النقائض، فعلاقتهم الخارجية مع إيران، ومع أمريكا، تركيا ومصر، سوريا والكويت، فرنسا والسعودية وهكذا بقية الدول اتسمت بالاتزان وعدم الذهاب إلى أقصى اليمين أو أقصى الشمال، رغم ملاحظاتهم وتقييماتهم الخاصة لكل دولة من الدول، ولربما يمثل نجاحهم في الجمع ما بين الايرانيين والأمريكيين على طاولة العراق يمثل أحد أهم سمات سياستهم هذه.
وسياستهم الداخلية اتسمت في الكثير من الأحيان، بعدم السعي إلى خلق أزمة مع الآخرين، ولهذا سياستهم مع كل الفرقاء السياسيين تعتبر ايجابية، ما خلا التشنيج المستمر الموجود في علاقتهم مع التيار الصدري، والحق يقال إنهم لم يبادروا في مرة لخلق أزمة مع التيار، بل كانوا دوما صبّر في التعامل مع التيار حتى لو كان التيار قد تسبب لهم في حادثة واحدة لاحراق أكثر من 150 مكتباً، ولكن هذه العلاقات بقيت تحكمها القضايا التي لا يمكن السكوت عليها وفق تقييماتهم، وقد اندفعوا باتجاه تقديم الخدمات للناس، ولكن كانوا واقعيين منذ البداية، وشخّصوا إن هذا الأمر سيكون عسيرا وطويل المدة وسط كل التراكمات في العراق، نادوا منذ البداية باتجاه الفيدرالية مع تأكيدهم على وحدة العراق، ودعوا إلى دولة القانون ومؤسسات الدستور، ويكفيهم أن رجال الدستور الأكفاء كالشيخ حمودي والصغير والدكتور عادل عبد المهدي والدكتور أكرم الحكيم كانوا منهم، ولهم إيمان والتزام بل وسبق معروف في ضرورة أن تنال المحافظات صلاحيات كبيرة مثلهم مثل الأقاليم، دعموا الحكومة والتزموا بذلك، وتعتبر المحافظات التي تقدمت في العراق من جهة الاعمار ضمن ما خصص لها من موازنات متقدمة على غيرها، رغم المشاكل التي يكتنف عمل المحافظات.
دينيا وسياسيا يعتبر خط شهيد المحراب نفسه خطاً للمرجعية الدينية وتابع لها، ويفتخرون في كونهم كذلك، وهذا الأمر هو الذي ميّزهم في سنوات المعارضة، وأدخلهم في صراعات جدية مع غيرهم حول طبيعة الالتزام بالمرجعية والتي يعتبرون إن الالتزام بها تكليف ديني قبل أن يكون سياسيا، وقد اثبتوا في سنوات ما بعد السقوط جديتهم في التعامل مع هذا الأمر وصرامتهم به.
تميّزوا في كونهم جماهيريين، ورقعة تواصلهم مع الجمهور هي الأوسع بلا منازع، وحسب تصريحات المقربين منهم، فإن قياداتهم لم تسكن المنطقة الخضراء.
حضوا بعداء كبير من قبل البعثيين والتكفيريين، واكثر من هاجمهم البعثيون والتكفيريون، وتعرض غالبية قادتهم إلى أبشع العمليات الإرهابية كما هو واضح من عملية اغتيال شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (رض)، وكذا عمليات الاغتيال التي نفذت لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم (تفجير انتحاري أمام مكتبه) والدكتور عادل عبد المهدي (مرتين واحدة في بيته وأخرى في وزارة البلديات) والشيخ جلال الدين الصغير (مرتين انتحاريتين في داخل جامع براثا، واحد عشر عملية اغتيال في عام 2006 فقط) وهكذا غيرهم.
هذه نبذة سريعة واؤكد إن المقال سيبقى لمدة أسبوع وستليه المقالات الأخرى.
https://telegram.me/buratha