المقالات

ارادكم بلدا حضاريا


 

سامي جواد كاظم||

 

عن اي جرح في بلدي اتحدث ، عن اية مشكلة نفكر بمعالجتها ، قف ياهذا هل لديك ما تستطيع ان تعالج به الجروح ؟  هل لديك ادوات تستطيع ان تعالج بها المشكلة ؟ من اين تنطلق لكي ترتقي ؟ الحكومة ، ام الشعب ، ام القانون ، ام الثقافة ، ام الدين ، هذه كلها بلا حدود فالحكومة تنافس الشعب والقانون يتحدى الدين والثقافة تصارع العلم ، وفيما بينهم التحارب واصبح العراق حقل تجارب ، فلمن تشتكي ومن تعاتب ؟

نصحو على اعمال لا ترضي الله ولا ترضي كل الاديان ولا ترضي العقلاء ولا ترضي حتى السذج، هل التعبير عن الغضب بالحرائق؟ ، هل تصفية الحساب خطف ابرياء وقتلهم ؟، هل نعلم الى اين يسير المواطن العراقي ببلده ؟ يقولون ترفض شهادة الابن لابيه والاخ لاخيه طبقا للمقولة وشهد شاهد من اهله ، فلماذا نصدق تنكيل العدو بعدوه من الطبيعي ان ينكل العدو بعدوه ولكننا نصدق هذا التنكيل فنتابع وسائل الاعلام الغربية وخصوصا الامريكية عندما تنتقص من بلدنا فنصدق ونصفق ونعلق وبهذا الغاية الامريكية تتحقق .

لماذا لا نلتفت لانفسنا ؟ لماذا لا نبتعد عن تصفية الحسابات وفتل العضلات ونشر البذاءات وحب الذات ؟

لو نسمع نكتة مرتين او ثلاث مرات سوف لا نضحك في المرة الثالثة ولكننا نتعامل مع الماساة والنكبات على مر الاوقات وكانها حدثت الساعة ولا نصب اهتمامنا بالمستقبل كيف سيكون ، هنالك مظاهر وعادات واشخاص منحناها التقديس وهنالك التزامات وحقوق وضعناها في خانة التدليس ، وغدا نشكو لله عز وجل عن ما فينا وقلة نعمنا والله لا يسلب نعمة من عبد الا اذا تغير نحو الاسوء في نفسه ، [ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الأنفال/53}].

المرجعية نصحت الطبقة السياسية وقدمت لهم الخطوط العرضية للنهوض بالبلد فكانوا صم بكم عمي فهم لا يعقلون ، ذاق الشعب ذرعا بالفقر والتخلف وانعدام الخدمات فوجهتهم المرجعية الى الاسلوب الحضاري في المطالبة بالحقوق والحفاظ على كيان الدولة العراقية ، خمسة عشر خطبة بدات في 25 تشرين اول تقدم فيها المرجعية المحافظة على سلمية المظاهرات وعدم توقفها حتى تحقق المطلوب في هذه الخطب تكررت كلمة السلم والسلمية والسلمي ( 37) مرة ليؤكد عليها تاكيدا قويا ، ولكن كيف انتهت الامور ؟ انتهت الى اغتيال وحرق اطارات وسرقة محلات وتعطيل الاقتصاد وقطع طرق ولم يتحقق المطلوب وها نحن في دوامة لا نعلم كيف سيخرج منها العراق ؟!!!

ماهي اهم واول خطوة بالاتجاه الصحيح لكي ننهض بانفسنا ؟ حصر السلاح بيد الدولة ، هذا امر عسير ، احترام الحق العام حتى تُحترم حقوقنا، هذا شيء في الخيال، هل نستطيع ان نمنح الرصيف حقوقه؟ وهل نترك الشارع للتصرف العام ؟ وهل نغادر من بيوت التجاوز ؟ وهل ياخذ عامل محطة الوقود استحقاقه دون زيادة ؟

لا تعلمون الطاف الله الخفية علينا والا بلد في هكذا ظروف لا يمكن له ان يصمد ضدها ، السياسة قذرة والتصريحات فيها مناوشات واسوءها على العراق هي المناوشات الخارجية واجندة الداخل تنفذ المطلوب منها، فهذا السياسي يصرح تصريحا ارعنا وفي اليوم الثاني يقول لم اقصد بعد ما تكون ردة الفعل الجماهيرية سب وشتائم وتهديد وحرائق ، وهذا وجه اخر لقيادة البلد نحو المنحدر .

الحشد الشعبي بطولة وتاريخ ، ولكن الا يوجد من استهدف المواطنين بسلاحه المنفلت دون رادع ودون قانون بل حماية من جهات معينة فاصبح من نزف دمه لاجل وطنه مليشيا ، وحقيقة هنالك جماعات مسلحة جعلت مستقبل العراق محفوف بالمخاطر والاشارة واضحة عندما تشكيلات العتبات انضمت الى القوات المسلحة دون بقية التشكيلات فاثارت الاستفهامات.

الموقف الامريكي ودول الجوار بدون استثناء سلبي اتجاه العراق وبدرجات متفاوتة ولكن سياسيينا لا يحسنون استخدام ادوات هذه الدول لاحتوائهم .

قال بوش المجرم عند الاحتلال سنرحل عند اجراء الانتخابات واستلام الحكومة من قبل الشعب فاصرت المرجعية على الانتخابات حتى تغلق الباب بوجه الاحتلال وتجعله في زاوية ضيقة ، فما كان من الادارة الامريكية الا ممارسة ضغوطها على الامم المتحدة ( قرقوزات الامم المتحدة) لتصدر رايها بان الاوضاع العراقية الان لا تسمح باجراء الانتخابات فطالبت المرجعية بتحديد موعد وكان لها ما ارادت واستطاعت ان ترغم الامريكان على الانسحاب وباعترافهم

لماذا لا تتعلم الحكومة من المرجعية ؟ لماذا لا يتعلم الشعب من المرجعية ؟ انها تريدنا شعبا ينهض بالارث الحضاري الرائع الذي يختزنه تاريخنا 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك