بقلم : سامي جواد كاظم
في الشارع الاسلامي المعروف ان الحكم الشرعي الذي يستنبطه الفقيه يكون مستندا الى دليل شرعي والدليل الشرعي هو القران والسنة ونحن الامامية لدينا قول وفعل المعصوم الذي يشمل كل ائمتنا عليهم السلام على عكس بقية المذاهب التي تتخذ القران والصحابة والقياس بالنسبة للحدث الذي يعتقدون ان لا نص له في الاسلام .السؤال هنا كيف يستنبط الحكم الشرعي اسامة بن لادن ومن دب دبيبه ولف لفيفه على ان الوهابية هي الاخرى الصورة التي باتت تفوح رائحتها الكريهة على مختلف البشرية .
ففي كتابين للجماعة الإسلامية المصرية هما "استراتيجية وتفجيرات القاعدة ـ الأخطاء والأخطار"، وان كانت فحوى الكتابين ليست بجديدة على المتتبع لكل ما كتب عن الفكر الوهابي والقاعدي فانه سرعان ما سيظهر له الاسس التي اعتمدوها في تشريع اعمالهم .
التاريخ اليوم هو نفسه بالامس مع اختلاف الاسماء وتوحد الافعال ، فالتكفير الذي بات من الامور السهلة والتي يفتي بها كل من له لحية شعثة ودشداشة قصيرة بل وحتى في بعض الاحيان يخطيء هذا المفتي فيكفر افراد عائلته بل ويحرض على القتل وهذا لم ياتي من فراغ بل جاء من دراسة متانية للسلبيات التي حدثت من شخصيات سلبية في الاسلام اصبحوا قدوتهم اليوم .
بالامس حكم على مالك بن نويرة بالقتل والتكفير لمجرد وحسب ادعاء الخصم انه امتنع عن دفع الزكاة وهذا امر لا يستوجب القتل وما رافق ذلك من اغتصاب وزنا وتعطيل الحد بالزاني بل الاكثر من ذلك منح الزاني الفاظ والقاب تحت اسم الاسلام ، هذا الامر سهّلَ مهمة التكفير والقتل لدى مشايخ الوهابية .واخر مستحدث هل تعلمون على ماذا يستند ابن لادن في اجرامه وسقوط الابرياء وتفجير الطائرات ، انه يستدل بقدوته يزيد بن معاوية وان ما اقترف يزيد في الثلاث سنوات التي تسلط فيها على رقاب المسلمين من قتل واستباحة دماء وانتهاك اعراض وتجاوز على الحرمات واعتداء على الحرم المكي الذي اعتبرها ابن لادن كلها اعمال شرعية
وفتوى أسامة بن لادن بجواز قتل المدنيين الأمريكيين؛ كما وجوز شرعية تفجيراتهم عبر أربعة مناهج: الخطأ في تنزيل الحكم الشرعي الخاص بإباحة انغماس المسلم في صف العدو، وبجواز تفجيرات الطائرات المدنية والشاحنات الملغومة، والخلل في تنزيل أحكام الإغارة للقول بإباحة استخدام التفجيرات العشوائية، واستدل بجواز التفجيرات العشوائية وسقوط الابرياء بعمل يزيد الارهابي الذي اقدم على ضرب الكعبة بالمنجنيق وسقوط الابرياء الذين اعتبرهم ابن لادن كفار وان اقدام سيده يزيد على ضرب الكعبة هو للحفاظ على الاسلام ، أي اسلام هذا واي عقلية هذه !!!!. واذا كانت الكعبة التي يقدسونها حسب اعتباراتهم يجوز ضربها بدليل وجود كفرة فيها طبقا لمزاعمهم فان قتل الحسين (ع) اصبح من وجهة نظرهم هو الطريق الذي ادى بيزيد الى الجنة لاقدامه على انتهاك حرمة الرسول ( ص ) .
وعندما استباح يزيد اللعين مدينة رسول الله وما اقترفه من اجرام اصبح الدليل الشرعي لابن لادن في اعماله الاجرامية التي تحدث في بعض مدن العراق منها الفلوجة سابقا وديالى اليوم ، بل والاتعس من ذلك هو التحليل ( الشرعي ) لاحد مشايخ القاعدة الوهابي انه اذا ما قتل بريء فاذا كان يستحق جهنم اذا يستحق القتل وان ظهر العكس فان الجنة مثواه طيب اذا كانت الجنة مثواه فما حكم الذي قتله ؟ يبررون ذلك الابرياء الذين سقطوا نتيجة ظلم يزيد بان هذا العمل هو لصالح الاسلام .
واليوم احست السعودية بالرائحة النتنة التي خلفتها القاعدة المدعومة ماليا منهم فقد بدات تحسب لذلك الف حساب حتى اصابها الارق مما تكتشف يوميا من خلايا ارهابية تقول عنها انها جماعات ضالة ولم تبين نوع الضلالة .قبل موسم الحج اكتشفت سلطات ال سعود اكثر من 50 خلية ضالة وبعد الحج القت القبض على 208 عنصر ضال حسب مزاعمهم وبعد ذلك عثرت على اسلحة حاولت هذه الجماعات ادخالها الى الاراضي السعودية تقدر بعشرة الاف قطعة ناهيك عن الصواريخ المتفرقة التي يلقونها هنا وهناك وقبل ايام القوا القبض على 56 عنصر ضال بل والاتعس من ذلك انهم وجدوا من روج لرسالة الظواهري في مملكتهم فبداوا بالاعلان عن التبليغ عن كل من استلم رسالة الظواهري او يروج لها او يجمع التبرعات حسب طلب الظواهري .وبعد هذا فقد فعّل بندر بن سلطان عملية انشاء الجدار العازل مع العراق فقد رست المناقصة على شركة امريكية بقيمة تقدر باكثر من ثلاثة مليارات دولار لانشاء الجدار لشعورها بالخطر المحدق بها نتيجة تصديرها الارهاب فقد بدات عملية استيراد قصري للارهاب في مملكتهم .
واخيرا اود ان الفت النظر الى ما كتبت احدى الكاتبات السعوديات في الصحف السعودية والتي بدات تنبش في التاريخ الاسلامي المتراكم عليه الغبار والذي يعمل ال سعود ومشايخهم على عدم نبشه حتى لا تظهر الحقائق الا ان الكاتبة ليلى أحمد الأحدب كتبت مقال تحت عنوان (الإسلام بريء من القاعدة ) في جريدة الوطن وهذه بعض الحقائق التي تطرقت اليها ولو كان ذلك بشكل خجول الا انه احسن من الساكت قالت (كلّ تصرف قام به الرسول عليه الصلاة والسلام كان أساسه السلم لا العنف, والتسامح لا الانتقام سواء كان ذلك مع الأعداء, كموافقته على بنود صلح الحديبية رغم معارضة بعض أصحابه ( معذورة ان لم تذكرهم ) الذين شعروا أن البنود مجحفة بحقهم, وكإطلاقه سراح أهل مكة بعد فتحها:(اذهبوا فأنتم الطلقاء) ( معذورة ايضا ان لم تذكرهم )؛ أو كان ذلك مع الجيران المخالفين كمعاملته الحسنة ليهود المدينة بمن فيهم اليهودية التي حاولت قتله بالسم فلم ينتقم منها؛ أو الناس البعيدين كتبجيله لنصارى نجران بفرش ردائه لكبيرهم عندما جاؤوا إلى المدينة, وحتى عندما كاتب عظماء الروم وفارس بعد فتح مكة كان خطابه يحمل احتراماً لمكانتهم, على سبيل المثال بدأ كتابه إلى هرقل بتقديره له إذ كتب: من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم, وليس ذلك غريبا عليه وهو القائل:(أنزلوا الناس منازلهم).بعد هذا لابد من ان العاصفة قادمة وعندها سيتطاير الغبار من على التاريخ ويفضح الماضي والحاضر وعندها (َيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً [الفرقان : 27]
https://telegram.me/buratha