( بقلم : حسن حاتم المذكـور )
ايهـا المطران فـرج رحـو نهـديك دمـوعنـا .. ننعيـك واتـذكـر امـي يرحمهـا اللـه يـوم كانت تشعـل شمـوع الرجـاء والتبريك لروح السيـد مـريم لتحصـل علـى مرادهـا رزقـاً وعافيـة للصغـار ... وكان هـذا يحـدث فعـلاً ولـم تنقطـع عـن زيارتهـا والتبـرك بأسمهـا حتـى وافتهـا المنيـة ... رضعنـا حبكـم واحتـرام عطائكـم مـع حليب امهاتنـا نحـن بنـات وابنـاء الحـزن الكربلائـي ’ يـومهـا ما كنـا نعلـم ان شرايينـا تتحـرك فيهـا دمـاء مشتركـة منـذ الاف السنيـن ’ والآن علمنـا ان الـذي نـزف مـن نحـرك كانت دمـاءنــا .
ايهـا المطـران الجميـل : فـي اللحظـات التـي قـرروا فيهـا مصيـرك المـوجـع ’ كان العـراق يبكـي وفـي كفـه دمـك الطاهـر ... دجلـة كانت تبكيك زلالهـا الذي رضعنـاه دهـوراً ...وعـلـى خـد اميـر المؤمنين علي ( ع ) دمعـة تمزق فينـا اسمال الصبر الذي استهلكنـاها واستهلكتـنـا ’ وكانت السمـاء تستغيث فـي الأرض وتمطـر دمـوعهـا حـزنـاً وامـي تصـرخ هتـافـاً بسقوط التاريـخ الـذي كتـب لنـا باطلاً ’ وسقطت هويتنـا التاريخيـة مغميـاً عليهـا .. كان هـذا مـن اجلك ايهـا الأب الكريــم .
اسافـر اجيالاً والاف السنين فـي عمق التاريـخ الرافدينـي ’ لأجـدكم ايهـا المطران رحـو فلاحـاً متواضعـاً نشيطـاً يـزرع الحيـاة لأهــل الأرض . مـاذا قالـوا لك ... ومـاذا ارادوا منـك ... هـل كان العـراق قـد شاهـد الحـدث ... بكـى واحتظنـك الـرب .. هـل كنت كمـا عهـدناك مكابـراً وروحـك شامخـة كمـا هـو الحـق والعـدل دائمــاً ... وتعـفـفـت حـتى ان تبسق فـي وجوه هؤلاء الـذين تسللـوا الينـا مـع غـزوا الأستباحـات واستقـروا فينـا اقـداراً واسترخصـونـا مـوتـاً .....؟
ايهـا المطـران الجميـل : هـل كانـت امـي هـي التـي اطبقت جفنيـك علـى بحــر الـرحمـة والوداعـة والتسامـح والحب والعطاء فـي عينيـك ’ ووضعت روحهـا وسـادة ثـم بخـرت روحـك الطاهـرة بمـا تـذكرتـه مـن تـعـاويـذ سـومـريـة ... ؟
قالـت امـي يـومـاً : كلمـا مـرت علـى قريتنـا فـي ريف العمـارة اوبئـة مخطـرة كنت انذركـم الـى امنـا السيده مريـم والـى ابو الفضـل العبـاس ( ع ) وطلبـت منـي ان اكـون وفيـاً .. وكمـا تعـلم ايهـا الأب العـزيز انـا مثـل غيـري لا املك الا حفـنـة دمـوع حافضت عليهـا مـن جفاف الغـربـة الـمـؤبـدة واختزنتهـا فـي عبـرتـي لأهـديهـا يـومـاً الـى قبـري والـديّ فـي النجف الأشـرف ... قسمـاً ايهـا الأب سأجعـل طريقـي اذا مـا عـدت للعراق مروراً بمقامـك لآسكب نصفهـا تواضعـاً تحـت اقـدام روحـك ... بالتأكيـد ستفرح امـي قبـل ان استأذنهـا وتباركنـي وفيــاً .
ايهـا المطران فـرج رحــو .. نـم قـرير العيـن فـي جـرح العـراق .. ارفـع بين كفيك دمـوع امهـات المظلومين واطلب مـن الـرب عـونـاً ونصـراً ... لقـد سئيمنـا مـوتنـا فـي وطـن يعـاد قتلـه بـريئـاً .
https://telegram.me/buratha