المقالات

من يخرق الدستور ؟

1785 2020-10-02

 

‎ مجيد الكفائي||

 

‎مايميز اي دولة عن غيرها من التجمعات الاخرى هو وجود دستور يحدد شكل الدولة ونظام الحكم فيها، لذا يعتبر الفقهاء :الدستور الركن الاول في في بناء الدولة القانونية ،وهو من يكسب اي تجمع سكاني الصفة القانونية للدولة اولا ويميزها عن اي تجمع سكاني آخر ،والدستور هو من يضع قواعد ممارسة السلطة ووسائل وشروط استخدامها وحقوق الافراد وحرياتهم .

‎والدستور يتمتع بالسمو والعلوية اي انه اعلى واسمى من كل ما سواه، لان عدم الاعتراف للدستور بالعلوية والسمو يتسبب بانهيار الدولة كنظام حي وثابت، وهو الاساس لاي نشاط قانوني فيها وملزما لكل السلطات العامة، فكل السلطات تستمد شرعيتها وقوتها من الدستور، لذلك عليها ان تتقيد به وتلتزم بمواده والا فقدت شرعيتها واساس وجودها، والمبدأ المعروف في الفقه الدستوري والذي يسمى سمو الدستور هو ضمانة للديمقراطية وصيانة لحقوق الافراد وحرياتهم وضمانة لمبدأ المشروعية ،  ومع ما للدستور من العلوية والسمو والاحترام عند كل الدول الا انه في العراق مجرد حبر على ورق ، فلم يضمن حقوق الشعب العراقي ولا حرياته و لم يصن كرامته او يمنع المتنفذين من ظلمه ، وقد تعدت بعض السلطات العامة والتي تستمد شرعيتها من الدستور على تلك الحقوق والحريات وجعلت من الفرد العراقي فقيرا معدما ونهبت ثروته واقلقت راحته وسلبت صحته وجعلته يعيش الذل والهوان والخوف والقلق،ولم تعطه حقوقه من امان وعيش كريم وخدمات وحريات، وعطلت مواده وخرقت نصوصه التي من المفروض ان تكون سامية ومحترمة .

‎ان السلطات كلها تستمد شرعيتها من الدستور وان لم تحترمه فلا شرعية لها واحترامها للدستور يجب ان يتجسد فعلا على ارض الواقع في حماية الانسان العراقي من الفقر والذل والحاجة وتوفير الخدمات له جميعها وحمايته من الفاسدين الذين نهبوا ثروته واهانوا كرامته والا فانهم يخرقون الدستور وعلى الجهة المعنية بالرقابة الدستورية اتخاذ اجراءاتها بحق من يخرق وينتهك الدستور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ايمان علي المحمداوي
2020-10-02
موفقين ان شاء الله
ام قمر
2020-10-02
فعلا الدستور في العراق حبر على ورق الدستور منتهك ولا وجود له أين الحقوق التي نادى بها الدستور ؟؟الشعب مهان ويعاني من الفقر كل بلاد العالم تتقدم الا العراق سيرجع إلى العصر الحجري لأنه صراحة من دون قيادة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك