المقالات

ألواح طينية؛ كيف نخرج من مأزق الإنسداد السياسي؟!

1754 2020-10-01

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com||

 

ربما هي قلة الخبرة السياسية، وربما هي سليقة جُبل عليها كثيرين، وربما هي ثقافة موروثة من أزمنة غابرة، وربما هي من مستلزمات التمظهر بمظاهر القوة، وربما هي تنفيذ لأملاءات خارجية، وربما هي من علائم الفشل في تقدير الموقف السياسي، وربما هي خصلة التهور التي تتصف بها الشخصية العراقية، التي مازالت مطبوعة بالجهل والعناد، وربما هي شخصنة المواقف وإحالة الخاص الى العام، وربما هي سبيل للتغطية على مشكلات داخلية للأحزاب التي يمثلها الساسة المأزومين أو المتأزمين.

ربما هي كل ما تقدم مجتمعا أو بعضه على بعض، تلك هي الأسباب التي تدفع بعض الساسة العراقيين، الى السير على طريق الأزمات أو إنتاجها..

فوضى العقول وفقدان البوصلة، والتمسك بالرأي حتى لو كان سفيها، حالة شاعت في الوسط السياسي العراقي كثيرا وطبعته بطابعها، وسببت في تعميق الإختلافات بين الساسة على صعيد شخصي وعلى صعيد حزبي.

من غريب الفعل أنه حتى في داخل المكون السياسي الواحد، نجد أن التأزيم بات لازمة العمل السياسي، وهو نابع أساسا من فقدا الثقة وإزدياد مساحة الشك.

القاعدة الفطرية المفترضة؛ أن الأصل هو اليقين والشك هو الأستثناء، لكن في السياسة عموما والعراقية منها خصوصا، تنعكس القاعدة فيكون الأصل هو الشك واليقين إستثناء، أو لاوجود له على الإطلاق..فلا أحد يثق بأحد، وذلك هو أول طريق إنتاج الأزمة...

الإختلاف في المواقف السياسية أمر طبيعي، بل هو مطلوب لنُميز الطيب من الخبيث، ولنعرف ما يجري حولنا، فالساسة إذا أختلفوا كشفوا عيوب بعضهم بعض، وهكذا يصبح الإختلاف مفيدا.

لكن الى هذا الحد ويكفي؛ إذ لا يجوز أن يتحول الإختلاف إلى خلاف عميق، يمتد فيطال نواحي متعددة ومتشعبة، تسبب أضرارا جسيمة للشعب والحياة العامة.

الاختلاف السياسي شأن مشروع؛  ولكن التحريض محرّم، لإنه لعب في المساحات الخطرة، ولا ينبغي ان نعيش دائما وكأننا على شفير حرب، فقد أرتفعت درجات حمى المهاترات حثيثا الى المديات الحمراء، والشارع العراقي المعبأ اصلا بروح الأختلاف، نتيجة للمسارات الخاطئة التي حكمت العملية السياسية، يبدو اليوم أكثر وعيا من القيادات السياسية المتراشقة.

كل من في رأسه مخ، وفي عقله ضمير، والفعاليات الأجتماعية وقوى المجتمع، ينظرون بإزدراء، الى روحية التأزيم التي تسود المشهد السياسي، جراء عدم توصل الفرقاء السياسيين الى  مشتركات ينطلقون منها؛ نحو حلول عملية قابلة للتنفيذ، على الأقل فيما يتعلق بقانون الإنتخابات، وقانون تشكيل المحكمة الإتحادية.

هذه قوانين حاكمة للمستقبل، فبدون قانون إنتخابات يفضي الى بناء مجلس نواب يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا، لا يمكننا ان نثب الى منطقة الحلول، وبدون إتمام تشكيل المحكمة الإتحادية العليا، عبر إقرار قانون منتج، يجعلها فوق الميول والتجاهات، لا يمكن إقرار نتائج الإنتخابات القادمة ابدا، فهي الجهة الوحيدةالتي نصادق على نتائج الإنتخاباتـ وتبت في شرعية نتائجها.

العراق لا يستطيع الوقوف للأبد عند نقطة الجمود الراهنة..والعراقيين مجتمع سياسي يعرف البئر وغطاءه، وقد تنسموا ريح الحرية، وذاقوا طعم الديمقراطية، ولا يريدون أن يلعنوا الساعة التي تناولوا فيها هذه الوجبة الشهية، لذا فعلى أطراف الخلاف، أن تعي حقيقة أن الاختلاف السياسي لا غنى عنه، شرط ان يكون من ضمن المبادئ العليا ومصلحة العراقيين، إن حوارا جادا وحقيقيا وليس حوارا مفرغ من النتائج. سينتج حتما حلاً سياسياً يستجيب لمطالب الشعب، ويحقق له مصالحه في التقدم والديمقراطية..

كلام قبل السلام: تلك قصة البيضة من الدجاجة، والدجاجة من البيضة..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك