المقالات

المعاويون يعولون على صلح الامام الحسن عليه السلام


 

سامي جواد كاظم||

 

انه ليس صلح بالمعنى الحقيقي بل تعهدات املاها الامام الحسن عليه السلام على معاوية ان فعل بها سيكون حكمه شرعي ، وهو العالم بانه لن يلتزم بها ولم يتفاجا  الحسن عليه السلام عندما خطب معاوية في الكوفة ليعلن صراحة انه لا يلتزم بالصلح وانه قاتل من اجل الحكم ، وفي الوقت نفسه كان لجده نفس الموقف في صلح الحديبية ، ولابيه يوم التحكيم في صفين بين الامام علي عليه السلام ومعاوية ، ولكن الاختلاف فقط ان في صلح الحديبية لم يكن عن خيانة بل عن بعد نظر النبي صلى الله عليه واله وقد تحقق له ما اراد في العام الذي تلى عام صلح الحديبية دون اراقة دماء ليقول للمتبجحين اليوم على الاسلام ان الاسلام دين سلام ، واما يوم التحكيم فهو الاخر لم يكن عن ضعف بل خدعة مقابل قوة جيش الامام علي عليه السلام الذي كان قاب قوسين او ادنى من النصر المؤزر  على معاوية ولكن المخدوعين الخوارج هم من غيروا بوصلة الانتصار الى خدعة ابن العاص وغباء ابي موسى الاشعري.

الامام الحسن عليه السلام مع علمه المسبق بحديث رسول الله صلى الله عليه واله بانه سيكون له دور مهم في حقن دماء المسلمين فانه لجا الى الصلح حفظا لبيضة الاسلام بعدما تخلى عنه قادته بل حتى اقرب الاقارب له .

وخلال عشر سنوات من بعد الصلح الى يوم استشهاده ( 8 صفر 50 هـ) قدم الامام الحسن عليه السلام عطاءً فكريا ضمن ظروف كانت اشد ما مرت على المسلمين وبالرغم من ذلك فانه وقف كالطود الشامخ يدافع وينشر رسالة جده وكان ترحاله بين الشام والمدينة هو لاجل نصرة دين جده وقد استخدم اسلوبا رائعا في مناظراته لمعاوية وشلته ، واستخدم اسلوبا رائعا للمغرر بهم المسلمين من قبل معاوية وقد اجاد على كلا الجبهتين .

امتازت مناظراته في مجالس معاوية بانه يعري حقيقة المناظرين له ويثبت حقائق للتاريخ لانه يعلم بان لمعاوية اسلوب تحريف التاريخ فكان يذكر المواقف والاقوال والانساب لكل من يناظره وسرعان ما تنتشر تفاصيل المناظرة بين الشاميين فيلجا معاوية الى ترحيل الحسن عليه السلام الى المدينة خوفا من فضحه ، ولان الله عز وجل يريد امرا فان معاوية كان كثيرا ما يخضع لعصابته في استدعاء الامام الحسن عليه السلام لمناظرته والنيل منه ولكنه كان يهزم في كل مرة وعندما يرى ذلك معاوية فانه يعتذر للحسن عن ذلك ويتهم اصحابه بانهم هم من ارادوا مناظرته ولكن الامام الحسن عليه السلام لم يترك معاوية وشانه فانه يلقي الحجة عليه ايضا ليقول له بان المجلس مجلسك وعقد بامرك وانت لست افضل حالا منهم في مساوئك فانت من عشيرة كلها مثالب ، فيحاول معاوية ان يغير الموضوع حتى يسكت الامام الحسن عليه السلام قبل فضح عيوبه التي لا يعلم بها اصحابه .

هذا الذي يسمى الصلح هو احد الادلة التي استند عليها الامام الحسين عليه السلام في شرعية نهضته بل انه الدليل الاقوى والسبب لذلك لان الحسين عليه السلام عاش عشر سنوات من حكم معاوية ولم يفكر بثورة بل كان يصبر اتباعه من العراق بالانتظار حتى يهلك معاوية وينظر وينظرون .

وهنا من يحاول ان يطلق الصفات الحسنة على معاوية بحجة صلح الامام الحسن عليه السلام، ولكن التاريخ يابى ذلك فالنسائي هذا الرجل الذي مات بسبب معاوية عندما طلب منه تاليف كتاب يمدح معاوية مثلما الف كتاب مدح الامام علي عليه السلام فقال لهم لا اعرف شيء عن معاوية سوى حديث النبي صلى الله عليه واله  " لا اشبع الله بطن معاوية " فقتلوه .

هنالك مجموعة محاضرات للدكتور الفلسطيني عدنان ابراهيم بعنوان معاوية في الميزان فانه اجاد بتعرية حقيقة معاوية في كتب اهل السنة فقط وليس كتب الامامية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك