( بقلم : مفيد عاصم )
شهدت الآونة الأخيرة من سني العراق تصفية عدد من النخب العلمية كالأساتذة والأطباء وغيرهم ممن تصدى لنشر العلم والمعرفة في المجتمع . وهذا المنهج ليس غريبا على بلد مثل العراق الذي توارث الحكم فيه العديد من الطواغيت والجهلة .
والمتصفح لبطون التاريخ لاسيما تاريخ العراق نجد ان العديد من الشخصيات العلمية والإسلامية قضت على يد الحكام المستبدين الذين يسوؤهم وجود العلماء والفضلاء من أهل العلم في العراق خشية على سلطانهم وكيانهم كونهم يرون بهذه الشخصية العلمية او الفقهية عائقا لتنفيذ المآرب التي يرمي إليها الحاكم.
وقد ابتدأ القتل في العراق بأعظم شخصية عرفتها الإنسانية على وجه المعمورة بعد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وهو امير المؤمنين علي عليه السلام الذي استشهد على يد خوارج زمانه بعدها توالت التصفيات لاسيما التي قادها الحاكم الأموي معاوية بن ابي سفيان بحق عدد من الشخصيات الإسلامية اعقبه في ذلك ابنه يزيد وقتله للعترة الطاهرة في كربلاء وتوالت بعد ذلك عمليات الاغتيال الملتصقة بالحكام لاسيما في العصر الذي شهد تولي الحجاج بن يوسف الثقفي ذلك الطاغية الذي قضى على يديه خيرة رجال الإسلام كسعيد بن جبير وغيره .
وامتدت حالة تناوب الطواغيت إلى ان وصل إلى طاغيتنا المقبور الذي افتتح حكمه باغتيال شخصية لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلا بالعلم ألا وهو السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) لحقه في ذلك العديد من المراجع ورجال الدين والمعرفة الذين يأن عراقنا اليوم عليهم حزنا وألما .
وبانقشاع تلك الحقبة المظلمة وبعد ان استبشر العراقيون خيرا بذهابها إلى غير رجعة لم يسلم نخب العراق من هذه التصفيات على ان العدو اليوم هو الفوضى والجهل وفتاوى التكفير اجتمعت كلها بمسمى المليشيات و باتت تسيطر على الشارع بدلا من سيطرة القانون والدولة .
فالمليشيات والعصابات الإرهابية اليوم لم تألوا جهدها في محاربة كل من يمت إلى العلم والمعرفة بل والإسلام استغلالا لضعف الدولة وإمكانيتها المتواضعة . وقد وجدت هذه العناصر موطئ قدم لها في العديد من مفاصل الدولة العراقية فيما يبقى المواطن اسير نزوات هذه العصابات الاجرامية التي لاتخشى الله في هذه الدماء.
وهنا يأتي دور الحكومة العراقية وقدرتها في لجم هذه العناصر وتعزيز ثقة طبقات المجتمع المتضرر الأكبر من هذه الجرائم التي كثيرا ماتخضع الى أهواء ورغبات ليست بعيدة عن أهواء السياسية وطموحاتها. وعلى الأجهزة الأمنية اليوم أن تشد العزم من اجل العراق وأبناء العراق الذين هم باحوج مايمكن للعيش بسلام في هذا البلد الذي اخذت منه الحروب كل مأخذ .
https://telegram.me/buratha