حيدر الموسوي *||
· التطرف لم ينتج حل يوما ما
· ذي قار على خطى الانبار
قد يستغرب البعض من الربط بين ذي قار والانبار
نعم كلنا نعرف ماذا حدث في الانبار بعد ان ابتليت في الاعوام التي تلت التغيير بوجهاء وممثلين اقنعوا الناس بضرورة رفع السلاح ضد الاخرين ودفعهم باتجاه ان يكونوا اداة لحرق مدينتهم وتم هذا الامر بالفعل وسط غياب او تغييب لغة العقل والنخب والكفاءات الموجودة هناك والتي كانت رافضة لهذا الامر لان النتيجة ستكون وخيمة جدا
وهذا ما حدث بالفعل بعد ان تم تمكين المتطرفون المرتبطين بتنظيمات متشددة داعش وقبلها القاعدة من المدينة و تدمير البنى التحتية والاجتماعية وحرق كل شيء وتهجير اهلها كنتيجة نهائية
الناصرية قد يكون وضعها مختلف في العنوان لكن ماحدث ويحدث يراد لها نفس النتائج
الناصرية صبرت كثيرا لاكثر مو ١٧ عام رغم استقرارها امنيا واعطت الالاف من الشهداء في الحروب التي خاضتها الدولة ضد العصابات الارهابية الا ان جزاء ذلك .
هو افقارها اقتصاديا وخدماتيا وعدم اعطاء حقوق شبابها العاطلين عن العمل فضلا عن التسويف والمماطلة في اعطاء جزء ولو بسيط من حقوقها التي اكلها الفاسدون وسراق المال العام وجعلها محافظة منكوبة جل ابنائها ياتون الى العاصمة بغداد ليعملوا باعمال شاقة ويتركوا ديارهم من اجل رغيف الخبز.
هذا الامر دفع الوضع الى الانفجار وعدم السيطرة عليه وحذرنا منه قبل اعوام وتوقعنا ان بحدث كل ذلك ، فبدل ان يتم احتواء هذا الانفجار من خلال صناع القرار راحوا يمارسون شتى انواع القسوة تمثلت بالبطش والقمع والاختطاف وغيرها .
حتى جعل الشباب الى ان يمارسوا اسلوب العناد والتطرف وتهديم مدنهم من حيث لا يشعرون وبالتالي هي نتيجة لاناس يائسون من اخذ الحقوق وافضت تلك الاحداث لان تكون هناك فرصة سانحة للتدخل الخارجي والداخلي ايضا والتلاعب بمصير المحافظة من خلال دفع اجنداتها لتعمل هنا وهناك للوصول الى تصعيد التشدد والتطرف من دون الركون الى الحلول .
ولكن سمة هذه المدينة ان الاغلبية هم مثقفين اكاديميين وباحثين وكتاب وصحفيين وشعراء وهم اليوم يدركون ان هناك محاولات وهي مستمرة لحرق محافظتهم تحت اي سيناريو يطرح
وفي نقاش مع احد الاخوة الاكاديميين من الاصدقاء هناك ومجموعة اخرى تبين ان هناك افكار تناقش الان جديدة.
وهي تتمثل بمبادرات اقتصادية واجتماعية من خلال اجراء حوارات ونقاشات لاجل ان تكون ذي قار على خطى الانبار ولكنها تحتاج الى جهد حكومي واجراءات حقيقية لا ترقيعية.
فالحل الامني لا ينتج حل وعدم الاستماع للمطالب الحقه سيزيد من النقمة واستخدام العنف سيولد اعمال عنف ايضا .
الحلول الاقتصادية والفعاليات الاجتماعية هي من تسهم باعطاء البنى التحتية والخدمات ورفع الظلم عنها مشهد اخرى قد يحولها الى محافطة نموذجية كما حدث في اعمار الانبار.
*نائب رئيس مركز القرار السياسي
https://telegram.me/buratha