( بقلم : سيف الدين سلمان )
مؤشرات الساحة السياسة العراقية تؤكد تفوق تشكيلات تيار المجلس الاعلى على باقي الاحزاب والتيارات العراقية الاخرى ليست الشيعية فقط بل وحتى السنية وهذه المؤشرات تؤكد ان هذا التيار الكبير اثبت وجوده على الساحة من خلال مشروعه المتكامل والواضح ومن خلال رؤيته التي تتجسد في التركيز على المواطن فهو التيار او الحركة التي نظرت للمواطن العراقي بمنظار الاستحقاق العادل لا بمنظار الاحلام والتصورات غير الدقيقة التي تتبناه الكثير من الاحزاب الشرقية ، فالمجلس الاعلى يعتمد على المشروع لكسب الانصار على الساحة وليس العكس ولعل مقالة الشيخ الدكتور همام حمودي احد قيادي تيار المجلس الاعلى الاسلامي هي خير دليل على هذا الرأي فهو يقول " ان المجلس الاعلى يصنع المشروع ويطرحه على الساحة العراقية وان تبني المشروع من قبل اكبر عدد ممكن من المواطنيين يعني نجاح المشروع ونجاح المجلس الذي يتبنى المشروع "
وفي هذه القول مداليل كبيرة تؤكد على ان هذا التيار الواعي يهتم بالمشروع وهذا المشروع طبعا وطني لانه معروض على المواطن فمثلا مشروع الفدرالية كان من المشاريع المهمة التي طرحها المجلس الاعلى والتشكيلات التابعة له وهذا المشروع عبر عن وطنيته من خلال المواطن العراقي الذي ابدى رغبته في ان يكون النظام السياسي القادم لادارة الدولة العراقية فدراليا لا مركزيا وان دليل رغبة المواطن على ان يكون هذا النظام حاكما هو ان المجلس الاعلى عرض مشروعه قبل التصويت على الدستور كدليل على ايمانه بالمشروع وايمانه بان المشروع من متبنيات المواطن كما اثبتت وقائع الحياة فصوت العراقيون على الدستور الذي كانت الفدرالية عماده
فاثبتت الوقائع ان الدستور مرر بفضل الفدرالية وليس العكس لان الكثير من العراقيين اكدوا انهم صوتوا على الدستور بنعم لانهم ايقنوا ان فقرتين في الدستور كانتا كفيلتين بقبول الدستور هما ( اسلامية الدستور وفدراليته ) ، كما ان مقولة الشيخ همام حمودي تؤكد على الاهتمام بصناعة المشروع فالسمة البارزة لهذا التيار صناعة المشاريع وخلال اربع سنوات لم نر حزبا سياسيا قدم مشروع سياسي غير المجلس الاعلى
وخلال متابعاتي المتواصلة وجدت ان المجلس يصنع المشروع فيما تتبع باقي الاحزاب سياسة الرفض والممانعة لمشروع المجلس الاعلى دون ان تقدم مشروعا او بديلا للمشروع المطروح فالكل يتذكر ان المجلس طرح مبدأ ومشروع المقاومة السياسية وتبني خيار الانتخابات فيما تبنى الاخرون مشروح السلاح ورفض الانتخابات حتى وجدوا ان السلاح لم يجر الى القتل والتشريد وحرب طائفية ما كان لها ان تنقشع عن سماء العراق لولا الخيار السياسي الذي طرحه المجلس الاعلى ثم تبنى المجلس الاعلى مشروع اللجان الشعبية كعلاج واقعي للقضاء على الارهاب لكن سياسة الممانعة صورت المشروع على انه تقويض للدولة حتى عاش العراق سنوات من القتل اكتشف الجميع بعدها ان الحل يكمن في العودة لمشروع المجلس الاعلى فاسست على ذلك الصحاوات لتحسن الوضع الامني ،
كما طرح المجلس الاعلى مشروع الحوار الامريكي الايراني من اجل العراق فراحت سياسة الممانعة واحزاب الاحلام تتهم المجلس الاعلى بعلاقته بايران وتتهمه بالتبعية وبعد ان صارت المحادثات واقعا ملموسا واعطى نتائج ايجابية بدأ الجميع في محاولة لسلب هذا المشروع وتسجيله باسمها وبالعودة للفدرالية فان المجلس الاعلى تبنى الفدرالية والكثير من الاحزاب اليوم تمانع وغدا عندما يصير الحلم حقيقة سيلهث الجميع للادعاء ان المشروع كان مشروعها وادهش كثيرا عندما اسمع ان تيارا واحدا في العراق يصنع المشاريع فيما لاتستطيع الاحزاب الاخرى حتى صياغة بيان صحفي او خطاب يجتمع عليه الناس .
https://telegram.me/buratha