المقالات

المرأة العراقية... ابداع متجدد

1645 12:21:00 2008-03-15

( بقلم : هدى الجابري )

الابداع بالنسبة للمرأة العراقية لم يكن حديث اليوم بل عرفت المرأة بقدرتها في جميع الامور التي تمسك بزمامها فلا يصعب عليها شيء او تنثني ارادتها بسهولة، حيث تستطيع ان تزيد من انتاجية ما بين يديها وتبدع فيه. لقد تقلدت المرأة العراقية مناصب عليا لم تستطيع النساء في الوطن العربي او الغربي من الوصول اليها بالرغم من ان تلك البلدان معروفة بالديمقراطية والحرية والدعوة الى المساواة، لكنها لم تحقق ما تصبوا له المرأة من مناصب عليا، بل ليس هذا فقط بل ابسط حقوقها لا يعترف بها، فالنساء في بلدان عربية لا يستطعن تناول عصير في كافتيرا مالم ياتي معها رجل ويدعى(محرم) على الرغم من اتباع الشريعة الاسلامية الا انهم لايطبقونها بالصورة الصحيحة بل يأتون بأقاويل وأحكام واعراف بعيدة كل البعد عن الشريعة السمحاء التي جاء بها الرسول الاكرم محمد(صلى الله عليه واله وسلم).

لقد اختلفت المرأة العراقية عن باقي نساء الدول الاخرى حين مارست حقها في كل المجالات، فعملت بكل الاعمال وساهمت بمختلف الانشطة، وهنا ك نساء صنعن من لا شيء مؤسسات ومنظمات ثقافية وتعليمية واخرى لاعانة الايتام والفقراء. تلك هي المرأة التي لم يقف امامها حاجز ولا نظام ظلم ولا سيطرة دكتاتورية بل على العكس من ذلك جاءتنا اليوم بصورة أروع مما كانت عليه بالأمس فبعد ان شهد عهد الستينيات تسنم اول امرأة عراقية منصب وزيرة وهي نزيهة الدليمي فقد ولدت في عهدنا الجديد وزيرات وبرلمانيات ومستشارات ومسؤولات لجان واصوات متعالية لربما تعلو في النقاشات السياسية على اصوات الرجال اثناء جلسات مجلس النواب والمحاور والاستشارات القانونية، ولم تنس المرأة العراقية كونها أم وزوجة ولديها مسؤوليتها اتجاه العائلة، فقد اهتمت بلجنة الطفل والمرأة واشتراك في بناء الخطوة الأولى للعراق الجديد، فهي تتحمل مسؤوليتين، مسؤوليتها خارج البيت والاخرى داخله، ورغم هذا كله فهي لا تقصر في اداءها لواجبها زوجة وأماً واختاً بل اصبحت اكثر بريقا من الامس.

وبعيدا عن المناصب السياسية بل اصبحت صورتها ارق وابهى من صور الحياة لقد عرفت العراقية بكفاحها ونضالها الدائم والمستمر فلم ترحل نازك الملائكة بل هي تعيش في مفرداتها وفي مقدرات الشاعرات العراقية كسمرقند الجابري التي اقتطفت جائزة الشارقة بالمرتبة الاولى لتسجل حضورا لانجاز المرأة الثقافي في ظل الكم الهائل من القصص والقصائد والابداع، وهناك العديد من المبدعات في كل المجالات كالفن التشكيلي والتمثيل والعزف.

ولقد عرفنا فوز العديد من المبدعات العراقيات في الجوائز الاولى لمهرجان ومسابقات بل وحتى اقامت جوائز باسمائهن كالمهندسة المعمارية بهاء حديد التي فازت بالجائزة الاولى لتصميمها وتسمية الجوائز الاخرى كجائزة الصحفية اطوار بهجت التي تمنح للصحفيات قي الدول المختلفة، ليبقى هذا الاسم للصحفية الشهيدة والصحافة التي قدمت الكثير من اجل الخوض في كشف الحقيقة.

ان المحاولات الكثيرة لقمع الحركة النسوية ما هي الا محاولات فاشلة لم تصل الى أي هدف بل على العكس من ذلك فقد زاد اصرار المرأة العراقية واثبتت مكانتها السياسية والاجتماعية والثقافية بمختلف المجالات الاخرى. فكان تشكيل التكتل النسوي في البرلمان العراقي صفعة لوجه من يدعي تبني المطالبة بحقوق المرأة ويحاول ان يظهر دور المرأة البرلمانية بالمستوى الركيك والمنهك، فكما هو دور الرجل في البرلمان وحضوره ومناقشاته هو كذلك دور المرأة العراقية التي هي كالنخيل البازغ كلما هز ينهمر رطبا جنيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك