المقالات

إصبع على الجرح..العراق وإبن خلدون

1694 2020-09-20

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

رحم الله ابن خلدون الذي قال في بعض ما قال في مقدمته عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون والقوّالون والمغنون النشاز والشعراء النظّامون والمتصعلكون والمتفقهون والمتفيقهون وقارئوا الكفّ والطالع والنازل و المتسيّسون والانتهازيون . هذا مقطع مجتزأ مع التصرف من مقدمة ابن خلدون الذي أراه وكأنه يتحدث عن العراق اليوم بالتمام والكمال .

فقد كثر لدينا المنجمون والمنافقون والمتسولون والإنتهازيون وعلا صوت الباطل وخفت صوت الحق في وطن تمر به هذه الأيام ذكرى فاجعة الشهيد السيد هيثم البطاط ذلك الفتى المدافع عن عرضه وشرفه الذي اراد أن يبعد الهمج الرعاع عن باب بيتهم حفظا لعرضه وشرفه فقام معدومي الشرف بقتله وسحله وتعليقه في عمود الكهرباء بساحة الوثبة ومن ثم ذبحوه .

ليس هذا فقط بل فاحت جيفة جوانحهم وخسة ذاتهم ونذالة أصلهم وحقارة أخلاقهم بتوافد الجموع وتصوير المفردات الجرييمة وجثة الشهيد المعلقة وكأنهم يوثقوا ويؤكدوا ويتفاخروا بعارهم وخزيهم وجبنهم وجهلهم وسواد وجوههم ونجاستهم . لا ادري هل كان ابن خلدون يتحدث عن عراق اليوم وما جرى ويجري في الناصرية وبغداد وبابل وكربلاء والنجف .

حيث قال عندما تنهار الدولة تظهر على السطح وجوه مريبة وتختفي وجوه مؤنسة وتشح الأحلام ويموت الأمل وتزداد غربة العاقل ويصبح الإنتماء الى القبيلة أشد التصاقا ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباءو المزايدات على الوطنية و العقيدة و أصول الدين ويتدبر المقتدر أمر رحيله و الغني أمر ثروته.

نعم فلقد اصبح الكل في حالة تأهب وانتظار.  نعم صدق ابن خلدون فلا حد ولا حدود ولا سدّ ولا سدود فكل شيء ممكن وكل شيء جائز فأناس تتجاوز على من حمى لهم العرض وحرر لهم الأرض وحفظ لهم الكرامة كالشهيد ابو مهدي المهندس وابطال الحشد المقدس هكذا أناس لا يستحقون الحياة بل هم مصاديق اوبئة وفايروسات قاتلة تمشي على الأرض وتفسد البيئة وتتلف كل شيء حي .

 نعم صدق ابن خلدون فقد تحول الوضع إلى مشروعات مهاجرين و تحول الوطن إلى محطة سفر والمراتع التي نعيش فيها تحولت إلى حقائب والبيوت إلى ذكريات و الذكريات إلى حكايات وحسبنا الله ونعم الوكيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك