المقالات

قلوب منتهية الصلاحية


   🖋️  الشيخ محمد الربيعي||

[ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ] صنف دستور الاسلام  ، القران الكريم بدقة القلوب التي انحرفت عن جادة الصواب و المنحرفة عن الحق المبين ، واطلق اسم ( القاسية ) عليها ، و صنف تلك القسوة الى صنفين :  1 / فإما هي قسوتها مثل الحجارة  2 / او ان قسوتها اشد قسوة من الحجارة   فمرة قيدها بالوصف والمرة الاخرى اطلقها بالوصف دون تحديد . وهذا البيان والتصنيف لتلك القلوب انما هو بمثابة الاخبار عن :  عظيم الطغيان والابتعاد اصحاب تلك القلوب عن الله تبارك وتعالى ، من جهة ومن جهة اخرى هو اخبار عن سوء سلوك اصحاب تلك القلوب على المجتمع ويكونوا سبب الدمار  و الخراب و الفساده في الامة . محل الشاهد : السؤال المهم في الموضوع متى يكون القلب قاسيا ؟ الجواب : وباختصار وبعيد عن السرد المطول و شواهد الاثبات ، ان فقد ذلك القلب احد خواصه المهمة : الخاصية الاولى : اذا مات عنده تشخيص الذنب بما هو ذنب وعلى ضوء ذلك لا يشعر بالندم لارتكابه . و المعبر عنه : بالتعبير العاطفي لإحساس الشخص بالذنب بعد ارتكابه لفعل اعتبره الشخص عارا أو خطأ الخاصية الثانية : اذا فقد تأنيب الضمير بمعنى فقد قضية لوم النفس او الحث عن الكف عن ذلك الفعل بعد ان شخص بالمرحلة الاولى انه ذنب . والا ان قضية التشخيص وحدها في حد ذاتها غير كافية وغير مجدية دون اللوم والندم والاستعداد لتصليح الخطأ محل الشاهد : عندئذ يكون صاحبه ذلك القلب القاسي يظلم ، و يقسو ، و يجرح ، و يقتل و يفسد ، و يسرق ، و حتى يشرك و يكفر ، و يفقد حالة الوحدانية و التوحيد الحقيقي . هذا النوع من القلب يكون فاقد : الرحمة و لين التعامل ، و يكون سيئ الطباع و عنيف وكل البعد عن التهذيب . فتجده قلبا تواق الى الانانية و محب لذات و تصرفاته بتعالى على الاخرين و سلوكه يحدده الأهواء و المصالح الشخصية . ذلك القلب بعيد عن الله تبارك وتعالى وبعيد عن فعل الخيرات و الطاعات ، و لذلك يرى الموت شيء هين و ليس عظيم . ذلك القلب لا يخضع لأي مؤثر بما في ذلك المؤثرات الالهية . اذن على الجميع الحذر : من هذا النوع من القلوب من جهة التعامل معها ، ومن جهة اخرى الالتفات الى عدم وصول قلوبنا الى هذه المرحلة ، من المرض ، لانها ان تمادت وطال الامد وهي على هذا الحال ، معناه و صولها الى مرحلة الا رجوع و جهنم ، الا ان يشاء لطف الله تبارك وتعالى تنبيهها ، باي بلاء و ابتلاء او موقف يكون لها بمثابة الصدمة الكهربائية لعلها ترجع و تلتفت . فالتفتوا يا اصحاب الاموال و السلطة و الجاه و السياسة و الحكم الى قلوبكم و تابعوها ، وانظروا الى اي طريق هي تسير بكم ، فالحمل ثقيل و الحكم عسير ، والله منجي و حامي المؤمنين اللهم احفظ العراق وشعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك