المقالات

نصف الحق ونصف الحقيقة..!

1296 2020-09-19

 

سرى العبيدي||

 

قرأت النص التالي ، وهو واحد من روائع جبران خليل جبران، وستجدون في النص حكمة أراد جبران أن يعبر عنها عن شيء متعلق يشخصية الإنسان..

ما كتبه جبران كان فلسفة اعمق من أن يدركها الفلاسفة، وهو في كتاباته كان دائما يقول شيئا ، ولكنه يريد أشياء..أشياء فهمها منوط بالقاريء، وليس بالكاتب..الكاتب يكتب وعلى القاريء ان يفهم..

جبران يرى أن ليس من مهمة الكاتب إفهام المتلقي، بل أن مهمته الحقيقية هي أن يقول كلامه ويمضي، لأن الكتابة ليست كالطعام، يمكن أن يتناوله الإنسان والحمار كحاجة غريزية، الكتابة عند جبران "مادة" راقية، لا يرغبها إلا الذين أنتقلوا بمعرفتهم من الثقافة الشفاهية والصورية، الى الثقافة المدونة..

أصوات السومريين ضاعت بالأثير،ولم يتبق منها شيء، لكن ألواحهم الطينية باقية لغاية اليوم..لا أدري لمَ تذكرت ألواح قاسم العجرش الطينية، فهو الآخر من سنخ جبران، يقول كلمته ويمضي، تاركا إيانا ننقب بالطين الذي صنع منه كتاباته..

تعالوا الى النص الذي قرأته ففهمت منه أن جبران من حيث يريد أو لا يريد، رسم ملامح صادقة، لما بات يعرف اليوم بالمحاصصة أو مسخ التوافق السياسي!

 يقول جبران:

"لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت، لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل !

إذا صمتّ..فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت..فتكلّم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت، إذا رضيت فعبّر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضاً، وإذا رفضت.. فعبّر عن رفضك، لأن نصف الرفض قبول..!

النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها، وهو ابتسامة أجّلتها، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها.. النصف هو ما يجعلك غريباً عن أقرب الناس إليك، وهو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء عنك، النصف هو أن تصل وأن لا تصل، أن تعمل وأن لا تعمل، أن تغيب وأن تحضر..

 النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت.. لأنك لم تعرف من أنت .

 النصف هو أن لا تعرف من أنت.. ومن تحب ليس نصفك الآخر..هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه نصف شربة لن تروي ظمأك!

 نصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة ..

النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز.. لأنك لست نصف إنسان.. أنت إنسان .. وجدت كي تعيش الحياة ، وليس كي تعيش نصف حياة"

قارئي العزيز: لا تتوقع مني أن أدلك على الطريق، فأنا لا أتذكر تفاصيل هذا العالم رغم أنني دخلته مراراً...!

النصف الرديء..نصف الحق ونصف الحقيقة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك