المقالات

الاستثمار في الشباب .. الاستثمار الامثل في العقول 


  أياد خضير العكيلي ||   بينما تتسابق الامم والدول لتحقيق تنمية أقتصادية شاملة وعظيمة من خلال الاهتمام البالغ في قطاع الاستثمار فلأنهم يعون جيداً بأن الاستثمار هو بوابة هذه التنمية والتي  لن تتحقق أو تبلغ أهدافها إلا عبر تنمية مجتمعية تعنى بأهم مورد لها وهو الانسان والشاب خصوصاً . فالمجتمع الشاب هو من أقوى المجتمعات التي يُعتَمد عليها  لتحقيق التنمية المجتمعية وبالتالي هي مصدر رئيسي وأساسي لأي تنمية أقتصادية واعدة ومتميزة ، لان هذه الفئة من المجتمع لديها طاقة هائلة تحركها وتساعدها على ذلك ، كما إن لفئة الشباب ميزات وصفات وقدرات كبيرة وعظيمة تميزه عن غيره وتجعل منه المحرك الرئيسي لاي عجلة دوران ولأي تنمية بشرية وأقتصادية منشودة . وعليه فقد سعت الحضارات والامم منذ القدم إلى إحتضان هذه الفئة من أجل بناء حضاراتها الانسانية او لأجل  إنشاء أقتصاديات كبرى . وفيما تسعى الكثير من الدول العظمى الغنية بمواردها وثرواتها الطبيعية لفتح باب الهجرة واللجوء للعوائل والشباب خصوصا  بسبب قلة الموارد البشرية لديها وهو الاساس في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية ، فأن العراق يزخر بهذا المورد الاساسي والحيوي ويتميز بوجود هذه القدرات والطاقات الشابة العظيمة إضافة الى عظم خيراته وثرواته الطبيعية .  وفي الوقت الذي أصبح الانسان اليوم ( الشباب خصوصا ) هو الحجر الاساس للتنمية الاقتصادية ،  والاستثمار في الموارد البشرية واجباً ملزماً للدول والحكومات وهدفاً أساسياً لها لتعظيم مواردها المالية إلا أن العراق مازال بعيداً كل البعد عن هذا الهدف الستراتيجي ومازالت هذه الطاقات والامكانيات والعقول تهدر فيه بشكل رهيب كما تهدر باقي ثرواته الطبيعية الاخرى . وإذا كانت هناك بعض المحاولات البسيطة للحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في المحافظات للسنوات الماضية للاستثمار في المورد المادي ، إلا أنهم أفتقروا تماما لأية خطط أو محاولات للاستثمار في المورد البشري الذي يعد اليوم هو الاستثمار الاهم والامثل .  ولهذا سعت الدول اليوم في ظل تنامي وتعاظم قدراتها المادية وتطور التكنلوجيا والولوج في عالم الفضاء الرقمي الى الاستثمار في العقول بشكل كبير ومتميز محققين بذلك أموالا وعوائد مالية هائلة من خلال مشاريع الذكاء الاصطناعي والشمول الرقمي والتكنلوجيا الحديثة التي تعتمد بالاساس على العقل البشري في صناعة وتنمية وتطوير تلك المشاريع العظيمة . وإذا ماعدنا نحن الى قطاع الاستثمار في العراق وفشله الذريع فأننا نستنتج بشكل سريع أن من أهم الاسباب التي أدت الى ذلك إضافة الى الفساد هو الافتقار وغياب الادارة الناجحة والخلاقة والتي نسميها نحن ( العقول البشرية الخلاقة )  التي كان يمكن لها إن وجدت أو أحسن استغلالها وأستثمارها أن تدير هذا القطاع بنجاح كبير .  كما إننا لو ركزنا اليوم في العراق على الاستثمار في القطاعات التكنلوجية الحديثة وفي عالم الفضاء الرقمي والبرامجيات والتطبيقات من خلال الاهتمام بالشباب ورعاية العقول المبدعة والخلاقة والمبتكرة رعاية خاصة علمية وسليمة ومهنية ومخلصة لأمكننا من تطوير مشاريع أستثمارية مهمة كفيلة بأستيعاب أعداد كبيرة من الشباب العاطلين عن العمل إضافة الى إدخال موارد مالية هائلة والى زيادة الناتج القومي للعراق . وإذا سلمّنا إن التشخيص الصحيح والسليم لأي مشكلة ما في أي قطاع هو نصف الطريق الى الحل ، فأن وضع وإيجاد الحلول والمعالجات الناجعة المبنية على أسس علمية ومهنية وعلى دراسة الواقع ستسهم بشكل مؤكد وكبير في حل المشكلات  وأنجاح القطاع المنشود . ولاننا نتكلم اليوم عن الاستثمار في الشباب فأننا وضعنا معالجات وحلول كثيرة ومستحدثة تتعلق بكيفية رعاية وتدريب وتطوير قدرات الشباب المهنية والعلمية والعملية في مختلف القطاعات بما يتلائم وواقع العراق والمنطقة أيضا وتطور التكنلوجيا ضمن ( إطار وطني للمؤهلات ) ،  والتي تمكنهم فيما بعد من الولوج الى سوق العمل بشكل سهل ومتمكن وتجعلهم ينافسون العمالة الاجنبية بقوة سواء داخل العراق أو خارجه .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك