المقالات

إقليم المركز يتحد مع دولة كردستان !

1350 2020-09-17

 

سرى العبيدي||

 

ثمة قضية مهمة غابت عن تصور وتفكير أصحاب القرار في وطننا، هذه القضية يشكل تفهمها أو فهمها مدخلا لحل الكثير من المشكلات التي تولدت عن شكل الدولة العراقية الراهن.

فلسنا بحاجة الى التذكير بأن العراق وبنص الدستور دولة أتحادية، بمعنى أنه متكون من عدد من الأقاليم، أو المحافظات غير المنخرطة في أقليم لكنها تتمتع بصلاحيات وحقوق وأمتيازات وواجبات، تقترب من وضع ألأقليم، وقد جرى تفصيل ذلك بشكل قانوني مؤكد وأكتسب صفة الثبات.

لكن واقع الحال يفيد بغير ذلك، فالعراق عبارة عن دولة أتحادية، متكونة من كتلتين جغرافيتين تدير الأولى الحكومة المركزية، و الثانية كوردستان العراق، الذي تديره حكومة تحمل أسم حكومة أقليم كوردستان..!

بمعنى أن الحكومة المركزية ـ إعتباريا ـ بمنزلة الأقليم، وأزعم أن هذا الوضع المخالف للدستور، لم يلتفت اليه الساسة وأصحاب القرار ناهيك عن المتابعين والمحللين السياسيين، وإن أمتلك أي منهم الإلتفاتة، لم يوفق لحسن التوصيف.

إن تحول العراق الى دولة أقليمية، قوامها أقليم كوردستان كأقليم قائم بوضع واقع الحال قبل 2003، وباقي العراق "المركزي" الذي تحول الى أقليم!، أمر يحتاج الى  مراجعة شاملة للجغرافيا السياسية والحدود بين الأقاليم والمحافظات، عقب هذا الاستحقاق، وما يتبعه من ترسيم وتحديد لخارطتنا السياسية وتقسيماتها الأدارية، ليس على صعيد المحافظات فحسب، بل حتى على صعيد الوحادت الأدارية الأصغر: الأقضية  نزولا الى النواحي.

مناهج الدراسة في المدارس المتوسطة، لغاية "إحتلال" البعث لجغرافية العراق كلها عام 1968،  كانت تشير الى أن الصحراء والبوادي العراقية، ليست جزءا من "لواء"بعينه،(اللواء يعني محافظة) .. كما كانت خرائط الجغرافية وأطالسها تشير الى ذلك، بل كانت هنالك ثلاث بواد، البادية الشمالية والبادية الغربية والبادية الجنوبية، وهي بواد قليلة السكان، لكنها خاضعة لنفوذ الدولة المباشر، لعدم إمكانية تشكيل وحدات أدارية فيها لأسباب مازالت قائمة لحد الآن، وإلا ليس من معنى أن تكون في العراق وحدة أدارية بدرجة "ناحية"، عدد سكانها لا يتجاوز سكان شارع فرعي صغير من شوارع بغداد، ولكن مساحتها أكبر من مساحة عاصمة العراق بخمسين مرة، مع ما يترتب على ذلك من أستحقاقات!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك