المقالات

قرارات إرتجالية تفتقر الى قواعد معلوماتية..!

1065 2020-09-11

 

سرى العبيدي||

 

تصنف معظم القرارات التي تتخذ في العراق، سواء كانت سياسية او خدمية أو وظيفية أو إدارية، على أنها أما قرارات لم تمر بسياقات إتخاذ القرار المعروفة، أو أنها إرتجالية تفتقد الى إساسات معلوماتية، أو مزاجية تعبر عن مزاج المسؤول المناط به صناعة أو إتخاذ القرار، أو أنها تتخذ وفقا لحسابات تخدم الفئة السياسية التي ينتمي اليها صاحب القرار، أو القريب منها..

ولكن أسوأها هي تلك التي توصف بأنها بنت لحظتها

بعض القرارات تتخذ تحت ضغوطات تصل الى التهديدات الأمنية، فيما الغالب على قرارات الآونة القريبة، أنها أتخذت تحت ضغط الشارع والمتظاهرين الذين يبحثون عن مصالحهم..إذ أن معظم التعيينات والإستجابات، كانت على قاعدة (كفيان الشر)، حيث أتخذت للتخلص من ضغوطات المتظاهرين، الذين أفترشوا بوابات المنطقة الخضراء..

الحقيقة أن القرارت يجب أن تتخذ إستنادا الى معلومات تفصيلية، ترتبط بها سلاسل من المعايير العلمية، وعند ذاك يتم البحث في القرار المناسب بعد طرح مجموعة من البدائل..

القيمة الفعلية للمعلومات لا تظهر؛ إلا عندما يحتاج إليها صانع القرار، وعادة ما تكون هذه المعلومات إما محفوظة في ذاكرة صانع القرار نفسه، أو يتطلب الأمر استدعاءها من أطراف وجهات أخرى لصانع القرار علاقة تعاون معها.

عند توافرالمعلومات يتم تقديمها لصانع القرار الذي يعكف على دراستها، لاستخلاص البدائل المختلفة منها وتحديد النتائج المتوقعة لكل بديل.

وتتوقف أهمية المعلومات على درجة مصداقيتها، وعلى قدرتها على مساعدة صانع القرار في التعرف على شتى الاحتمالات المتعلقة بالبيئة المحيطة بموضوع القرار، وكذلك المردود المتوقع عن كل بديل.

نظرا لأهمية المعلومات والدور الحيوي الذي تلعبه في صنع القرارات، فقد أنشأت دول العالم أجهزة خاصة ومراكز متنوعة لجمع المعلومات، وجعلتها وثيقة الصلة بمتخذي القرار أو الدوائر المحيطة بهم، وذلك لتقديم المعلومات اللازمة لمتخذي القرار.

وأصبح في كل دولة من دول العالم، وخاصة الدول المتقدمة، مراكز رئيسية لجمع المعلومات وتحليلها، واختير للعمل بها أفراد على درجة عالية من الخبرة والكفاءة؛ والتخصص في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

لقد ترسخ ذلك الأمر بعد اشتداد الأزمات وكثرة الحروب، وخاصة في القرن العشرين الذي شهد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما تبعهما من صراعات عمت مختلف دول العالم حتى اليوم، أما الدول العربية فقد تنبهت إلى أهمية المعلومات وضرورتها في وقت متأخر من هذا القرن.

لكننا هنا في العراق لم نقترب بعد بشكل جدي من أهمية المعلومات في صناعة القرار، وحتى المعلومات التي تعتمدها الحكومة في صناعة القرار، هي معلومات شوارعية وليست علمية، مع أن العراق يعج بالكفاءات العلمية، لكن هذه الطفاءات مركونة على جنب، فيما يتخذ الجهلة وقليلي المعرفة القرارات..!

·        نوعية المعلومات التي يحتاجها صانع القرار

تتوقف أهمية المعلومات التي تحتاج إليها مراكز اتخاذ القرار على قدرتها على إزالة الشك في فاعلية البدائل المطروحة والمراد المفاضلة بينها، وكلما زاد عدم اليقين زادت الحاجة لمعلومات أكثر لإزالة الشك عن بعض الجوانب التي تحيط بتلك البدائل.

 عملية اتخاذ القرار تحتاج إلى المعلومات التي تساعد في ترجيح بديل على آخر قبل اتخاذ القرار ومحاولة معرفة الآثار المحتملة لتطبيق القرار عند تنفيذه

يعني ذلك أن عملية اتخاذ القرار تحتاج إلى المعلومات التي تساعد في ترجيح بديل على آخر قبل اتخاذ القرار ومحاولة معرفة الآثار المحتملة لتطبيق القرار عند تنفيذه ومدى الاستفادة من هذه المعلومات في عملية ترشيد القرار، إضافة إلى تعريف متخذ القرار بأبعاد المشكلة.

تزداد حاجة متخذ القرار إلى نوع معين من المعلومات كلما كانت تلك المعلومات وثيقة الصلة بالأهداف التي يسعى لتحقيقها، أو توضح جوانب لها تأثير مباشر أو غير مباشر على المشكلة موضوع القرار، أو على البدائل المطروحة لحلها أو على تقويم تلك البدائل والمفاضلة بينها قبل اتخاذه للقرار.

هناك بعض المواقف التي تواجه صانع القرار وتحتم عليه الاختيار في ضوء معلومات غير مؤكدة، أو في ضوء معلومات جديدة تتناقض مع المعلومات السابقة التي تم على أساسها وضع البدائل المطروحة أمام صانع القرار، وعادة ما يلجأ متخذ القرار في هذه الحالة إلى خبراته السابقة ومقارنتها بالمعلومات المتوافرة لديه حتى يتمكن من الاختيار.

تحدث هذه الأمور عادة في المواقف الجديدة التي يغلب عليها عنصر المفاجأة مثل اتخاذ القرار بشن الحرب أو إنهائها أو بروز ظروف تستدعي اتخاذ قرار فوري دون أن يكون لديه متسع من الوقت لمعالجة ذلك الطارئ الملح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك