المقالات

قانون العقوبات والتنازل والكوادر الطبية..

1602 2020-08-28

محمد البدر||

 

تختلف دوافع الإعتداء على الكوادر الطبية بين استهتار وهمجية ذوي المريض وبين تقصير وإهمال واستفزاز بعض الكوادر الطبية أحياناً.

وفي كل الحالتين هذا الدافع ليس مبرر ولا يمكن تبرير هكذا فعل همجي بائس.

عالج قانون العقوبات العراقي في مواده موضوع الإعتداء على موظف أو عامل في خدمة عامة أثناء تأديته للواجب.

وهذه المواد تشكل حماية لأي موظف ومن ظمنهم الكوادر الطبية بل حتى الأجير اليومي في دوائر الدولة تحميه هذه المواد.

المواد 229 و 230 و 232 من قانون العقوبات العراقي فصلت و وفرت الحماية والردع والعقوبة لأي من يعتدي على موظف أو عامل في خدمة عامة حتى ولو بكلمة مهينة يكون عقوبتها السجن لسنتين أو غرامة.

كذلك ذكرت هذه المواد حالات اوجبت التشدد فيها بالعقوبة ويمكن من خلالها اعتبار جريمة الإعتداء جناية وليس جنحة.

فإذا كان القانون قد عالج هذه القضايا و وفر الردع والعقوبة لماذا تستمر هذه الاعتداءات؟؟.

السبب هو الموظف نفسه، سواء كان طبيب أو غيره.

وبصورة أدق وتحديداً مفهوم التنازل هو السبب.

هناك قضايا التنازل عنها يشجع على ارتكابها.

التنازل يعني إعطاء ضوء أخضر للآخرين أن يعتدوا ولا يهتموا هناك تراضي وإتفاق وتنازل.

لو إن كل مُعتَدي على طبيب أو موظف يتم تركه للقانون بدون تنازل لطُبقت عليه المواد الرادعة ولتحول عبرة لغيره.

لكن الضغوطات الإجتماعية وزج العلاقات للتأثير على الشخص المُعتدى عليه واجباره عبرها على التنازل هو السبب في انتشار هذه الجريمة وغيرها.

الكوادر الطبية لاتحتاج إلى قانون يحميها فقانون العقوبات العراقي يغطي كل الجوانب ويوفر الحماية والردع والتقصير ليس فيه بل في تركه وعدم تطبيقه واللجوء إليه من قبل المُعتدى عليه.

تحتاج الكوادر الطبية أن يكون بينها إتفاق أخلاقي أدبي يخضع له الكل وهو عدم التنازل مطلقاً عن أي شخص يعتدي على أحد المنتمين لها.

التنازل في بعض الأمور البسيطة العادية لابأس به بل يعتبر من صفات الكرام والشجعان.

لكن في أغلب القضايا فإن التنازل يعتبر جريمة أخلاقية وأدبية بحق أمن المجتمع واستقراره.

هو تشجيع على الإعتداء.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك