حمزة مصطفى||
العراق بلد نفطي. هذا ليس إختراعي في القضية على "كولة" عادل إمام. والعراق بلد غازي "من الغاز لا من الغزوات". هذا ليس إختراع عادل إمام في القضية بل إختراعي. والعراق بلد "لفطي" طبقا لنظريات وإختراعات وإكتشافات فيثاغورس وفرانسيس بيكون وغاليلو ونيوتن. أما نيوتن فيعد أول فاسد في التاريخ لأنه هو من سرق تفاحة أبونا آدم ليكتشف الجاذبية الأرضية فجعلنا معلقين بين "السما والكاع", وبعبارة أخرى "لاني لهلي ولاني الحبيبي". ولأن الأخبارالجميلة لا تأتي فرادا فإنه وطبقا لتصريحات السيد وزير النفط فإن العراق سوف يصدر نحو 7 ملايين برميل نفط عام 2025.
قد يقول القائلون إن هذا الخبر "يسوى شدة". والشدة لمن لايعرفها إختراع عراقي تعني دفتر أبو المائة ورقة لكن.. خضراء. قبل الشدة إخترعنا "البوري" وبعد البوري إخترعنا "ضلعي" وبينهما إخترعنا "من الدنكة للدنكة" وواصلنا بحمد الله وهمة الغيارى وبجهود ذاتية إختراعاتنا حتى وصلت الى "أكلب ريشة مالك عيشة". مع ذلك ومع كل هذه الإكتشافات والإختراعات التي نباهي بها الأمم والشعوب نجد أنفسنا بلا موازنة لعام 2020. ربما يعترض معترض ليقول إن هذه السنة الكبيسة لايقاس عليها. فقد خلطت الأوراق المالية والصحية بحيث أضطرت النرويج التي يبلغ عدد سكانها 5 مليون نسمة الى سحب 73 مليار دولار من صندوقها السيادي البالغ حوالي 700 مليار دولار.
أيضا في هذه السنة الكبيسة خالطة الأوراق والدفاتر والشدات والأضلاع تنامت ثروات إخوتنا مؤسسي شركات أبل وفي سبوك وغوغل وأمازون. أما أبو أمازون فقد ربح في يوم واحد 13 مليار دولار, يعني "بكد" رقم إقتراضنا الداخلي والخارجي تقريبا الذي صدر بقانون أقره البرلمان بجلسة إستثنائية برغم جائحة كورونا. أما صديقنا بيل غيتس صاحب ميكروسوفت حاير أين يذهب بفلوسه التي تنامت بشكل خرافي فبدأ يبذر بها على كل أنواع الأمراض بدء من الأيدز والأيبولة وبينهما السارس وأخيرا وربما ليس آخرا كوفيد 19.
بالعودة الى كوننا بلدا نفطيا وغازيا ولفطيا وإحتمال نصدر 7 ملايين برميل بعد 3 سنوات فإننا سرعان ما نكتشف إننا يمكن أن نكون بلا موازنة مالية في أي سنة دون أن يرف لرئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك جفن. حصل هذا عام 2014 ويحصل اليوم عام 2020 بينما دعا البرلمان الحكومة الى إعداد موازنة 2021. نعم موازنة 2021 لا غيرها. ربما يسأل الأخوة الفاسدون لا الفقراء أوالمتظاهرون من أصحاب الشهادات الى العقود الى الأجراء ماذا قبضنا من غياب موازنة 2014 وتغييب موازنة 2020 والبحث المبكر عن موازنة 2021؟
الجواب القبض دائما يأتي من دبش الذي لايقبض منه أحد عادة. في العراق حين تغيب موازنة 2014 ويجري تغييب موازنة 2020 وحين يتم "التغليس" على عدة سنوات من الحسابات الختامية وهي في العرف المالي أشبه ببلنص السيارة التي لاتكتمل السياقة فيها الإ ضبط "الميزانية وبلنص", فإننا وطبقا لهذه المعادلات المالية المعقدة فإن كل مانحتاج اليه اليوم "بلنص" نمشي به أمورنا الى أن تقر حكومة مالي الجديدة بعد أحدث إنقلاب في القرن الحادي والعشرين موازنتها الجديدة بينما نكتفي نحن نردد خلف ياس خضر "مامش بمامش وللمامش يميزان الذهب وتغش واحبك".
https://telegram.me/buratha