المقالات

إذا طال زمن التعطيل , فالضريبة على الراتب هي التقليل..!

1806 2020-08-25

حسن المياح||

 

إذا حكمتم بين الناس , فأحكموا بالعدل

 

بطبيعة الحال والذي يحكم به الشرع العادل المستقيم , والعقل المؤمن السليم المنفتح الكريم , أن الراتب الشهري الذي يستحقه الموظف , هو بسبب ما يقدمه وينجزه من عمل , وما يقوم به من أداء التكليف الملقى على عاتقه بكل حرص وحضور وإخلاص وأمانة ; وإلا فإن المرتب الذي يستلمه يعتبر غصب وسرقة ونهب , لأنه مال حرام بسبب فقدان الجهد المبذول الذي على أساسه يستحقه الموظف في نهاية الشهر لإستحقاقه وإستلامه وقبضه باليمين ...... ??

والبرلمان بوصفه سلطة تشريعة , فعليه يجب أن يكون أكثر إلتزامآ , وأدق إنضباطآ فيما يشرع , وفيما يدعو اليه من مراقبة ومحاسبة وترشيد ; وإلا فإنه يعد بمثابة عصابة متسلطة تنهب ثروات العراق تدريجآ , بلا وجع قلب , وبلا حرص وطني , وبلا حفظ أمانة , وبلا أداء تكليف , وبلا مسؤولية ولا إهتمام .... ??

فلما كان ولا يزال البرلمان والدوائر المتعلقة به والتابعة اليه معطلآ بسبب وباء الكورونا منذ نهاية شهر شباط , لهذا العام ٢٠٢٠م , ولم يحضر أعضاؤه في قاعة البرلمان , ولم ينجزوا الواجبات المهمة التي تعود الى تنمية العراق ثروات , والى خير شعبه تذكر ..... , إذن فعلام يستحقون قبض الراتب بكماله وتمامه وكثرته وجماله وإمتيازاته التي تدر اللعاب سيلانآ وهطولآ , كل نهاية شهر .... ? وكيف يستحلونه وهم عاطلون بطالون بلا عمل ولا جهد , وبلا تقديم عطاء الذي على أساسه يستحقون , ويحللون  ما يستلمون ... ???

وأين قوة عطاء ونفوذ تطبيق القانون الذي يشرعون ويحرمون , ويغدقون ويمسكون ..... ? أفمن العدل هذا الذي يفعلون ..... ? أو أنهم على تشريعاتهم والدستور والقانون يستندون....???

لذا , ومن باب العدل ونافذة الإنصاف , أن يرعووا ~ خوفآ من الله سبحانه وخشية ~ تفكيرآ مهذبآ , وسلوكآ مؤدبآ نبيلآ , ومحاسبة دقيقة قبل أن يحاسبوا , أن يبادروا بذوات أنفسهم , ومن تلقاء ضمائرهم ~ إن كانت حية واعية خاشعة مساءلة محاسبة ~ , بتشريع وتقرير أن الذي يستحقون بالكثير هو نسبة ٢٥% من الراتب الأصلي من دون إمتيازات , وهو كثير عليهم , لأنهم في بطالة وعطالة , وركود في البيوت وإسترخاء على الفراش الحرير الوثير , وأنهم لا فكر عندهم يتحرك أو ينفقون , ولا تشريع ينزفون ...???

وإن رفضوا ولم يقبلوا بطواعية النفس على إقامة العدل ونشدان مرضاة الله والشعب العراقي , فلتخرج التظاهرات الناقمة العارمة الصاخبة بكثافة وعزم وإرادة , وتطالبهم بالرضوخ والإمتثال قسرآ وعنوة , أو بالقلع والنسف والشلع والكسح من عضوية البرلمان , ليتساوى وجودهم الإجتماعي مع وجودات أفراد الشعب العراقي تأوهآ وألمآ ومكابدة , وليكونوا أمثالهم يتألمون ويتحرقون , وينتقمون ويزلزلون , وإن كان ما في جعب جيوبهم الكبيرة الواسعة الفاغرة فاها على طول وإتساع , وعمق وإرتفاع , يفوق العد فضلآ عن الحصر والتحديد من مبالغ مال ضخم خيالي الذي كانوا يتقاضون ..... ???

وليعلم البرلمانيون والحكوميون وكل المسؤولين , أن أقوى وأشد , وأعلى وأسمى , وأرقى وأرفع , وأنزه وأعدل , وأبهى وأجمل , وأطهر سلطة تشريعية وتنفيذية وحاكمة قاضية هي الشعب العراقي من شماله الى جنوبه , ومن شرقه الى غربه , وهو الذي ينصب المسؤول , وهو الذي يزيله ويحرقه , وهو الذي يتابعه ويراقبه وهو الذي يحاسبه ويحاكمه , وهو الذي يلقي به الى حومة وحوطة القاذورات والنفايات والمستنقعات إذا فسد المسؤول , أو خان , أو تلكأ أو تراخى أو تعطل أو عجز , أو سرق أو نهب , أو إستأثر أو إستحوذ , أو إنحرف أو غش أو موه أو خدع ......... ???

وإن كان مسؤولآ طيبآ رحيمآ صالحآ نزيهآ عادلآ مضحيآ شجاعآ أمينآ , ...........  فهذا هو الذي نبغيه ونريده ونطلبه ونصر عليه ونفديه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك