( بقلم : علي جاسم )
عانى النظام التعليمي منذ مطلع الثمانينيات من الإهمال المتعمد والتخريب والتدمير ما عانى حتى أصبحت الشهادة الدراسية ليست بالقيمة ذاتها خلال فترة التسعينيات وكذلك لم يعد الطالب والمعلم هما أنفسهما، وذلك لغياب الرقابة التربوية والإجراءات المتخذة لتفعيل العملية التعليمية وتنشيطها بل وحتى لمحاسبة المقصرين والمهملين والمتجاوزين مما جعل التعليم يصل الى ما عليه اليوم من شد وجذب ونجاحات بسيطة وإخفاقات كثيرة تحاول الوزارة الحالية الخلاص من تركتها الثقيلة والسيئة ولعل القرارات العجيبة العديدة التي كان يتخذها ( صدام المقبور) بحق قطاعي التربية والتعليم إضافة الى الأوضاع الاقتصادية والسياسية خلال الحقبة البائدة ساهمت بشكل كبير في تدني هذه العملية وانجرارها الى مستويات تكاد تقرب الى الصفر او نحو ذلك، ومن بين الجوانب التي تعرضت للإهمال وعدم الاهتمام حتى يومنا هي الامتحانات التمهيدية للطلبة الخارجيين ويقصد بها الامتحانات التكميلية للطلبة الذين لم تتح لهم الفرصة لإكمال دراستهم فتكون هذه الامتحانات للتعويض عليهم والمشاركة في الامتحانات الوزارية ويكونون في حال واحد مع طلبة الدراسة الصباحية والمسائية المستمرين بدوامهم.
وعلى الرغم من ان هذه الامتحانات تعتبر فرصة كبيرة للطلبة إلا أن العديد من الجوانب السلبية ترافق هذه العملية على مرأى ومسمع من القائمين عليها دونما ان يحاولوا تغييرها فأصبحت تضعف من هذه (الفرصة) وتقلل من أهميتها وتقف ورائها أسباب عدة منها عدم إلمام الطلبة بأهمية هذه الامتحانات وأخذ الاستعدادات المناسبة لذلك من قبلهم، فالطالب بصورة عامة لم يحاول مراجعة المواد الدراسية ضمن المنهج المقرر وهو الذين قد ترك هذه المواد لعدة أعوام كما ان المدرسين المراقبين غالباً ما يتهاونون ويتساهلون في أداء عملهم ومراقبتهم للطلبة الممتحنين ثم هنالك عملية التصحيح لدفاتر الطلبة والتي في معظم الأحيان لا تتم بطريقة صحيحة وسليمة من خلال إسنادها الى مدرسين غير مختصين بالمنهج الوزاري وهذا مما يؤدي الى ضياع حقوق الطلبة وحصولهم على درجات غير مستحقة وغير مساوية لجهودهم، وإذا ما تذكرنا ان اعداد الطلبة الذين كانوا يقدمون على هذه الامتحانات خلال العقود الماضية لا يتجاوز المئة طالب في حين ان مدينة الصدر لوحدها هذا العام قد شاركت بأكثر من (12) ألف طالب، وهذا يعني ان الطالب لا يهدف من خلال المشاركة بهذه الامتحانات سوى الحصول على (اسم الشهادة) ورفع قيمة راتبه، وهذا ما حدث فعلاً حينما أعلنت وزارة التربية نتائج الامتحانات التمهيدية فكان عدد المؤهلين لخوض الامتحانات الوزارية هو أربعة عشر طالباً فقط من مجموع (400)طالب في تربية الرصافة الثانية، ويقصد بالمؤهلين هم الطلبة المكملين بثلاث دروس فما دون وليس الطلبة الناجحين فقط وهذا يعني تضاءل وتناقص العدد!
بالتأكيد إننا لا نرجوا من الوزارة إلغاء هذه الخطوة وتفويت فرصة على الطلبة باللحاق بأقرانهم، ولكن ينبغي وضع آلية مناسبة وإجراءات ملائمة لإنجاحها بدلاً من الجهد الضائع عليها والمال المهدور والأحلام الوردية بالنجاح والتفوق!
https://telegram.me/buratha