المقالات

الاصلاح الديني في ثورة انتصار الدم

1081 2020-08-21

جعفر الدراجي ||

 

ان الاصلاح الديني لايعني انتاج مذهب جديد او مجموعة مفاهيم دينية بل يتسع لاكثر من ذلك

ليتبنى القضاء على المدارس الفكرية التي تبنت الاسلام

وفي حقيقتها لاتمت صلة للاسلام لامن قريب ولا من بعيد

ان الخوض في غمار البحث عن مفهوم الاصلاح الديني في ثورة انتصار الدم يكشف لنا حقائق الصراع بين مدرسة السلطة الاموية وبين مدرسة اهل البيت (عليهم السلام).

ان هدف المدرسة الفكرية للسلطة الاموية هو ارضاء الحاكم من خلال تقديم التبرير المسوغ لجميع ما تقدم عليه السلطة من افعال خارجة عن حدود الاسلام والانسانية من خلال احاديث وتؤيلات كاذبة لاوجود لها في السنة النبوية مطلقا .

وفي الطرف الاخر هناك مدرسة اهل البيت (عليهم السلام التي كانت تهدف الى صناعة النموذج الاسلامي وفقا للتعاليم لتعاليم القران الكريم ونبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم)

فالمدرسة الاولى هي مدرسة السلطة والحاكم الاموي فركزت على اعلاء صوت ومنزلة الحاكم فأضفت له مكانتا دينية وقدسية كبيرة .

وكذلك ركزت السلطة على الجانب الديني بشكل كبير لارتباطه بالواقع السياسي والاجتماعي ولمعرفتهم بقدرة العامل الديني على التاثير في القضايا الاجتماعية والسياسية انذاك وأن ابقاء الدين على ما نزل به على رسول الله (ص واله) لن يخدم ايدلوجية الحكم الاموي بل يقضي عليه تباعا  لذلك عملت السلطة الاموية على ضرب والقضاء على المدرسة الفكرية المتمثلة باهل بيت النبوة (عليهم السلام) .

فلم تترك وسيلة الا واستخدمتها ضد هذه المدرسة من كذب وافتراء وتشويه واسقاط في اعين الناس ولكن كلمة الله هي العليا .

فان اهل البيت عليهم السلام يعرفون حجم خطورة المشروع الاموي لانه يعمل على ضرب الدين بالدين وبعد انتهاء معركة التنزيل بدأت معركة التاويل (ويقاتل على التنزيل)

فهنا بدأت مرحلة انتصار الدم على السيف فلا بد ان يكون الحسين هو عنوانها ورمزها وسر انتصاراتها وفلسفلة وجودها .

ان دماء الامام الحسين (عليه السلام) نفخت روحا جديدتا في الدين الاسلامي اي تعبيرا عن حركة الدماء وغليانها في الانسان اي بدمائه حرك حس الشخصية الاسلامية الثورية للمصلحة الرسالية وهذه المسالة مهمة للغاية فلا بد لكل مجتمع ان يحس بوجود هذه الشخصية التي تعزز لديه الاحساس بالكرامة والعزة والاباء .

وحتى وان قتلوا الحسين في كربلاء فتلك ليست كل القضية

القضية هي ان كربلاء مازالت شامخة وامتدت ثورة الدم حتى اصبحت (كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء )

في الختام كما يقول الشهيد الصدر (البكاء لايكفي الامام الحسين ع لايحتاج ذلك الامام شهيد الاصلاح فاذا ساعدنا في اصلاح امة جده نصرناه واذا تخاذلنا او سكتنا نصرنا يزيد وخذلناه)

لذلك يا اصدقائي واخوتي احزموا امتعة الرحيل فمعركة الفتح قائمة ولا تزال قافلة سيد الشهداء مشرعة ابوابها لاستقبالنا فالارض ليست دار قرار وكربلاء الشهادة قريبة منا .

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك