المقالات

زلازل الحسين (ع) على راس ابن العاص

2867 17:43:00 2008-03-11

بقلم : سامي جواد كاظم

اشارة مهمة هنالك بعض الروايات المتشابهة تروى لعدة ائمة عليهم السلام ، مثال ذلك قصة العفو عن الجارية التي ضربت راس الامام بابريق الماء من غير عمد فانها نسبت الى الامام الحسن والحسين والسجاد والكاظم والرضا عليهم افضل الصلاة والسلام والنتيجة مهما يكن الامام صاحب الرواية فان التصرف الذي بدر منهم هو واحد .

رواية المقال تقول : محاسن البرقي : قال عمرو بن العاص للحسين : يا ابن علي ! ما بال أولادنا أكثر من أولادكم ؟ فقال : بغاث الطير أكثرها فراخا * وأم الصقر مقلاة نزور فقال : ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم ؟ فقال : إن نساءكم نساء بخرة ، فإذا دنا أحدكم من امرأته نكهت في وجهه ، فيشاب منه شاربه . فقال : ما بال لحاؤكم أوفر من لحائنا ؟ فقال : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) .فقال معاوية : بحقي عليك إلا سكت ، فإنه ابن علي بن أبي طالب ،فقال الحسين : إن عادت العقرب عدنا لها * وكانت النعل لها حاضرة قد علم العقرب واستيقنت * إن لا لها دنيا ولا اخرة

عمرو بن العاص يقول العرب عنه انه ضمن دهاة العرب الاربعة ولو تفحصنا افعاله واقواله لاستبان لنا العكس واذا ما اردنا الدليل على ذلك نرى كيف تصرف الامام المعصوم مع افعال هذا الرجل .

اين دهائه في معركة ذات السلاسل التي خسرها وعاد يجر ورائه اذيال الخيبة ؟ اين ذكائه عندما بارز الامام علي (ع) ؟ فهل كشف العورة دهاء ؟!! ولحظه العاثر وعقله الشاغر وغبائه الظاهر اعترض الامام الحسين عليه السلام ببعض الاسئلة اعتقدها انها ستحرجه ويتمكن منه ، الملاحظ ان اغلب حوارات هذه الشلة تكون بمحضر من معاوية حتى يكون الشاهد والمطبل لها اذا ما اعتقدوا انهم سيتمكنون من الحسين او أي امام معصوم من اهل البيت على مر الخلافة الاموية الا ان النتائج دائما تاتي عكس ما تشتهي نفوسهم .

تخيلوا السؤال الاول الذي وجهه الى الامام الحسين (ع) ابن العاص (ما بال أولادنا أكثر من أولادكم ؟) والذي ينم عن مستوى الغباء الذي يتمتع به هذا ( الداهية ) فكان جواب الامام (ع) كالسهم الذي اصاب قلب فريسته مع الابعاد اللغوية والمتاهات التي تاه فيها ابن العاص .

جواب الامام الحسين عليه السلام هو بيت شعر لشاعر يعتبر من الصحابة وممن شارك بمعركة او معركتين مع الرسول (ص) انه عباس بن مرداس المسلمي ، وبيت الشعر هذا هو ضمن قصيدة تدل انه لا عبر بالاكثرية فالتشبيه الرائع للاكثرية ببغاث الطير ومعناها كما جاء في الجواهري هي شرار الطير وما لا يصاد منها وانها ثقيلة الطيران مغبرة اللون ، فكان هذا التشبيه جواب رائع لسؤال ابن العاص بدليل ان ابن العاص لم يعقب او يجادل بل انتقل الى سؤال اخر اتعس من الاول وهو (ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم ؟) فما هي الفائدة المرجاة من هكذا سؤال ؟ ولعل القاريء اللبيب يدور في خلده رواية الذي يقول للامام علي (ع) كم شعرة في راسي ؟ فهذا من ذاك وجاء جواب الامام الحسين عليه السلام على نفس الشاكلة وببلاغة رائعة ،جمع ابن العاص ومن على شاكلته في السبب الذي اراد منه الامام الحسين عليه السلام كشف صفاتهم اكثر من تعليل السبب فمعنى جواب الامام الحسين عليه السلام نساء بخرة هي التي في فمها نتن واما سبب نكهن هو لشمهن رائحة الخمر في فم زوجها عندما يقترب منها ليلا فتطلق زفيرا منتن من فمها بوجه زوجها فيشيب شاربه ، فقد جمع كل الصفات الرذيلة التي يتمتع بها عمرو بن العاص ومن على شاكلته بهذا الجواب .

وكالعادة لا تعقيب من ابن العاص خوفا من الرد الاوجع الما والافضح لمستورهم فاعقبه بسؤال ثالث فكان هذا السؤال هو الخاتمة والذي جاء جواب الامام الحسين عليه السلام بكشف علامة بارزة على وجوه من يكن في قلبه العداء لاهل البيت وذلك من خلال النظر الى اللحاء أي اللحية فاذا ما كانت شعثة مثل لحية ابن العاص الذي سال عن السبب فكانت الاجابة من الامام (ع) قرانية رائعة وهي الاية الكريمة (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) فشعرات اللحية كالنبتة بالضبط كما شبهها الامام الحسين عليه السلام ويكون منبتها تبعا لما يحمل في طيات نفس الرجل فاذا خبث خرجت شعرات اللحية تحمل النكد وشعثة ومتفرقة لا تدل على حسن المظهر عكس من كانت نفسه واساريره طيبة .

واليوم نظرة فاحصة الى الوهابية وعلمائهم سيتبين لكم صدق الحديث والاية فان لحية الوهابية على الاطلاق هي شعثة وشكلها غير نظامي حتى اني اتذكر زميل لي وهو وهابي ايام الطاغية يسالني لماذا لحيته لا تشبه لحيتي فكنت عندما اخفف لحيتي لا يرضى فيقول لي لو كانت لحيتي مثل لحيتك لاطلقتها .وهذه الاجوبة الثلاثة اجزعت معاوية واصابته بالغم فوق غمه من جهل ابن العاص فطلب من صاحبه ان يكف عن الاسئلة خوفا من كشف المزيد من فضائحهم .

وانظروا الى خاتمة الحوار والتي كانت حسينية عندما شبه الحسين (ع) كل من يعود على مثل امرهم هذا كالعقرب والاتعس هو ذكر العلاج لهذه العقرب وهو النعل الذي كان صفعة قوية على افواههم ، كما وان العقرب لا دنيا لها ولا اخرة هو طبيعة حياة هذه العقرب التي تكون نهايتها طعام لفراخها فانتم يا بني امية لا دنيا لكم ولا اخرة وكم من خليفة غدر به ذويه.

اجوبة الامام الحسين عليه السلام جاءت من ثلاثة مصادر فالجواب الاول بيت شعر والثاني مثل وقصة والثالث اية قرانية ، هذا ان دل على شيء فانما يدل على سعة علم الامام (ع) وانه اجاب بكل المصادر التي لايمكن لابن العاص ان يرفضها جميعا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ماجد الاسدي
2010-07-27
احسنتم جزاكم الله خير جزاء المحسنين على هذا الموضوع الرائع الذي يوضح تفوق ائمة الهدى في جميع الميادين على ائمة الضلال والكفر حشركم الله مع محمد وال محمد انه سميع مجيب الدعاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك