المقالات

إصبع على الجرح/ حمار الحاج علوان .. 

1469 2020-07-29

  منهل عبد الأمير المرشدي||

مات حمار الحاج علوان بعد ان سقط في بركة آسنة وبقي بها حتى آخر صفنة من صفناته . حزن علوان كثيرا فهذا ثالث حمار يموت له لشدة غبائه ولا يدري من اين يأتي بحمار ذكي يخدمه في الحقل وينقل حاجياته . سمع الحاج علوان بأن صديقه يبيع حيوانات مستوردة تمتلك من النباهة والذكاء والفطنة ما ينافس عقل الإنسان فقرر ان يشتري منه حمارا (متميزا) يكون عونا له في المرحلة الراهنة فذهب لصديقه وتفاجأ بسقف الأسعار العالية لكنه أقتنع بها لما سمعه عن إمتيازات الحمار العقلية وابداعاته الفكرية وعطائه العملي فأشترى الحمار بعد ان سمع جملة من التوصيات في التعامل معه بكل ود واحترام وتقدير وأن يعتبره صديقا له وكاتم اسراره وشريك معاناته في التداعيات القادمة وان عليه ان يطلع الحمار على أزقة القرية وشوارعها جيدا فبل ان يطلقه كي لا يتيه ويقع في بركة آسنة كالذي قبله .  اشترى الحمار المتميز ومن فرحته به وعملا بنصيحة صديقه قرر أن يصعده الى سطح الدار أولا ليطلعه على معالم القرية وشوارعها وساحاتها . بعد التي والتيا استطاع علوان ان يصعد حماره فوق سطح الدار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح حتى يتعرف على الدروب والطرق ولا يتيه او يقع في بركة حين يرجع للبيت وحده. عند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الإسطبل لكنه تفاجأ بإن الحمار مصر إصرار الحمير على البقاء فوق السطح ولا  يقبل بالنزول فقد أعجبه  سطح البيت وقرر أن يبقى فوقه . حاول صاحبنا ان يغير من قناعات حماره المتميز المدلل من دون جدوى . توسل اليه مرات ومرات وقبلّه في مناخيره وبرطمه وأذنيه من دون أن يؤثر في عناده فقد اصر الحاحا وألح اصرارا ان يبقى على السطح ولا ينزل . هنا إضطر الحاج علوان الى سحبه بالقوة أكثر من مرة لكن الحمار لا ولم لن يقبل بالنزول ودق رجله بين قرميد السطح وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه . مع استمرار الصراع الأيدولوجي والجدال العقيم والتنافس والخلاف والأختلاف في وجهات النظر بين علون وحماره الذي أخذ يزيد من حالات الرفس والنهيق اهتز جدار البيت القديم والسقف الخشبي المتآكل أصبح عاجزا عن تحمل تداعيات الخلاف وحركات ورفسات الحمار .نزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل وخلال دقائق انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار. وقف صاحبنا عند رأس حماره المضرج بدمائه وقال له . الذنب ليس ذنبك يا حماري فأنت حمار بن حمار لكن الذنب ذنبي فأنا الذي اصعدتك فوق السطح رغم اني اعرف ان مكانك الأسطبل .. رحم الله من وضع الشيء في مكانه المناسب مهما كان هذا الشيء ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك