المقالات

من قتل سليماني


ظاهر العقيلي

ليس بالضرورة ان يكون القاتل فقط هو صاحب الجريمة التي يرتكبها عن عمد واصرار وأيا كان نوعها وزمانها وحيثياتها بل على العكس فهنالك الكثير من حالات القتل الدامية والمؤثرة كان منفذيها تقف وراءهم جيوش من القتلة المحرضين والمشرفين عن بعد والمخطيين والموالين والمؤيدين والمتهاونين وكلا حسب درجته وموقعه وما يبذله من جهد في مجال عمله المناط له في رسم وتنفيذ اي جريمة كانت والتاريخ يبين لنا العديد من هذه الحلات وعلى سبيل المثال عندما يذكر ارباب السير والمقاتل قضية مقتل مسلم بن عقيل بن ابي طالب في الكوفة وكيف تم غدره وبعد ذلك قتلة بسيف اللعين بكير بن حمران وبطبيعة الحال لم يكن بكير هو قاتل مسلم الوحيد فعندما نتابع سير الاحداث نرى ان هنالك الكثير من عامة الناس ورؤساء القبائل ووعاض السلاطين كانوا في صف بن زياد وتوجهاته القمعية الدموية ضد مسلم بن عقيل ومناصريه كما ان قتل الامام الحسين ( ع) من قبل الجيش الاموي لم يكن مسؤولا عليه الشمر بن ذي الجوشن عليه اللعنه والعذاب بذاته بل كانت هنالك العديد من الاسباب والجهود الراميه التي ساعدت على قتله والتمثيل بجثته وسبي عياله وقتل اهل بيته واصحابه لهذا ورد ما مضمونه في زيارة عاشوراء

( وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالَّتمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ ) اذن هنالك قتلة افراد وهنالك ممهدين لعملية القتل وهنالك تمكين للقتل واكيدا هذا التمكين يكون على انواع ومراتب وتوجهات ويكون بمساعدة شرائح معينه من الناس او في بعض الاحوال من عامة الناس اضافة الى اسباب اخرى لها علاقة بالمخطط نفسه .

 

ومثل هذه الامور لا زالت موجودة وعلى مر الازمنة والدهور وما شاهدناه في قضية استشهاد الجنرال قاسم سليماني وما رافقته عملية الاغتيال هو تطبيق حرفي وفعلي لاحدى اهم واوضح صور التخاذل والتمهيد والتمكين لجريمة شيطانية مروعة نفذتها امريكا وبمساعدة وسائلها الموجودة على ارض الواقع .

 

لم تكن جريمة استهداف الجنرال سليماني حدث او مخطط سهل ومضمون لولا ان كانت هنالك عدة عوامل ساعدت بتسهيل عملية اغتياله الغادرة وقد لاحظنا ان هنالك حملة اعلامية كبيرة موجهه سبقت العملية كان من اهدافها هو تأجيج الرأي العام والشارع نحو شخص الجنرال سليماني فتاعلت على ضوء المخطط الامريكي هتافات المئات من متظاهري ما تسمى بثورة تشرين ضده دون اي سبب يذكر

وكانت هتافات المتظاهرين الجوكرية هي احدى ادوات الجانب الامريكي قبيل اتخاذ قرار تصفيه سليماني وفعلا نجحت فيما تريد ناهيك عن ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وغيره من توجيه وتأليب ضده وبمساعدة وبدعم مادي لمدونين وناشطين من قبل السفارة الامريكية سليماني الذي كان ولا يزال ايقونه الجهاد والفداء كان ضحيه الغدر والعماله الجوكريه واصحاب النفس البعثي البغيض شركاء امريكا الذين شاركوا في قتله بصورة مباشرة او غير مباشرة .

 

أن الجوكرية وعملاء السفارة الامريكية يقينا ايديهم ملوثه بدماء الشهيد الطاهرة وسكوت الاحزاب والجمهور الشيعي والمد الامريكي والعربي الاعلامي والعلماني العنيف المضاد للدين والذي رافق عملية الاغتيال هي ايظا اسباب ساعدت على ارتكاب الجريمة النكراء وهي عامل رئيسي في قتل الجنرال الشهيد سليماني وليس فقط القوات الامريكية ورئيس الشر الامريكي ترامب .

 

 

ان ضعف اداء الاحزاب الشيعية اعلاميا ومهنيا وعدم تنفيذ وتفعيل قوانين حضرالبعث الاجرامي ومجاملتهم لاقاربهم واصدقائهم من البعثيين وفدائي صدام واعادتهم للسلطة كان سبب في تنامي ظاهرة الجوكرية والبعثية والعلمانية المضادة للدين والدولة بالتالي اجتمعت هذه الاسباب وغيرها الكثير على مقتل الجنرال سليماني .

 

وعندما نرى ان الكثير من شرائح المجتمع العراقي والذين يدعون الثقافة والنباهة والمعرفة مهتمين كثيرا بطرح مواضيع انسانية ودفاعهم المستميت عن الجوكرية لاهداف مقصود نراهم يتغاضون عن التحدث في عملية استهداف الجنرال سليماني والذي كان قائد فعليا وميداني للقضاء على داعش الارهابي وهو رمز من رموز تحرير بلدنا من الارهاب وقدم ما قدم من تضحيات جسام نقول حينئذ عن ثقافتهم ونباهتهم بأنها مشوهه ووفق مصلحة انسانيتهم وثقافتهم هذه تندرج ضمن الانسانية والثقافة الفرنسية كما يقال .

 

اذن وبعد كل ما تقدم نستطيع ان نقول ان كل من ايد وهتف وسكت وتخاذل ورضي وجامل سواءا بفعل او بقول او بتصرف هو مشارك فعلي في الجريمة وعملية الاغتيال لانه ممهد لذلك شاء أم ابى .

 

 

وان اكبر ما نخشاه هو ان يأتي يوم وتنسى كل المواقف البطولية للقادة العظام وتضحياتهم تذهب مهب الريح وترسم صورة عكسية ومضللة عنهم .

 

سيبقى عامل وعنصر الاتكال على المقاومة الاسلامية وبكل فصائلها الجهادية وحشدنا الشعبي المقدس هو العنصر المهم والدافع المعنوي والفعلي العملي في اخذ ثأر الشهيد سليماني لان دور المقاومة وصولاتها كان ولا يزال هو الصوت الذي لا يمكن ان يعلى عليه ولها مواقف مشهودة وصولات مدوية لقنت العدو والمحتل الامريكي انواع العذاب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك