بقلم : سامي جواد كاظم
رحم الله الشيخ الدكتور الوائلي وانا استمع الى محاضرته من جامع الهاشمي في الكاظمية بداية السبعينيات وهو يؤكد على بناء الاسرة بشكل صحيح والابتعاد عن كل ما هو سلبي فاذا ما هدمت الاسرة هدم المجتمع لان نواة المجتمع الاسرة والعكس بالعكس .
والشيء بالشيء يذكر وانا استمع الى برنامج من اذاعة البي بي سي اللندنية يلتقي بالبريطانيين الذين اعتنقوا الاسلام ويسالهم عن السبب فلفت انتباهي احدى النساء اللواتي اعتنقن الدين الاسلامي وعند سؤالها عن السبب اجابت ان ( في الدين الاسلامي نظام اسري متكامل يوزع المسؤوليات بشكل رائع بين افراد الاسرة واهتمام الفرد الواحد في الاسرة ببقية افراد الاسرة بغض النظر عن عمره ومكانته فالاخ يقلق على اخته والاب يفكر بولده والابن يهتم بامه ، على عكس المجتمعات الاوربية التي لا يعلم الزوج اين قضت ليلها زوجته او ابنته )
الان الصورة واضحة فالاسرة هي الاساس في الارتقاء في أي مجتمع اذا ما وضعت الاسس الصحيحة لبنائها .وعلى الجانب الاخر بدات القوى الشريرة التي تفكر في هدم الاسلام تبحث عن المحذورات في الاسلام فكانت الاسرة هي نقطة البداية ، فشنوا هجمة همجية على ثقافات وافكار وعادات الاسرة الاسلامية من خلال تجنيد عناصر اسلامية مشبوهة ودسها وسط المجتمع الاسلامي .
الخلافات الفقهية في مسالة الزواج والطلاق موجودة على مستوى الفقهاء ولسنا بصدد الغوص في ذلك بقدر ما يهمنا من له اليد الطولى في التشريع والقضاء والتنفيذ . فاذا ما اخطأ الفرد في الاسرة يمكن احتواء الخطا من خلال النصح او العقوبة والتعزير .
ولكن عندما يكون الخطأ من اعلى سلطة في البلد فهذا يخلف وراءه نتائج سلبية تقود المجتمع الى الهاوية ولا يمكن معالجة الخطأ الا بعد ردح من الزمن والامثلة كثيرة على المجتمعات التي تعاني من انحطاط خلقي في عصرنا الحالي بالرغم من ان الكثير يراه ارتقاء خلقي لانهم على شاكلتهم .
اكثر المجتمعات الاسلامية العربية التي اثار فقهائها وحكامها اللغط والاستهجان والاستنكار هي مصر والسعودية من خلال ما يفتي فيه علمائهم والمعلوم خضوع الفتوى والعلماء لارادة حكامهم سواء في مصر او السعودية .فنظرة شبه متانية على ابتكارات العلماء الافتائية في هذا المجال يتولد لدى المسلم احباط من هكذا فتاوى بارغم من عدم اهلية من يفتي .
للازهر باع طويل في هذا المجال فالكل يذكر منع الحجاب في الدوائر الرسمية في فرنسا وجاء هذا القرار بعد ان التقى وزير الداخلية الفرنسي في حينها بالطنطاوي والقرضاوي الازهريين اللذين افتيا بجواز عدم الحجاب احتراما للقانون الفرنسي على حساب القانون الالهي .
كما وان فتوى رضاعة الكبير التي اثيرت في مصر من خلال ( عالم ) ازهري وعند استضافته في قناة الغناء والرقص ( روتانا ) من خلال برنامج اسمه ( هالة شو ) استضافة هذا الازهري مع رقاصة وكاتب صحفي وفنان مصري ( طارق الدسوقي ) وبعد استهزاء الراقصة بالازهري علل سبب جواز الرضاعة للكبير انه لو شاءت الصدف وكان هنالك رجل مع امراة لا تحرم عليه ولا يستطيع ان يجد سكن له فيجوز له ان يرضع من هذه المراة حتى يستطيع السكن معها وتكون بدون حجاب على اعتبار انها امه بالرضاعة .كما وان السلطات المصرية اجازت في الاونة الاخيرة للمراة ان تمارس مهنة الماذونية .
واخر مودة مصرية جاءت بالامس من الجهبذ ( جمال البنا ) والذي اشتهر على اطلال اخيه مؤسس حركة الاخوان في مصر فهذا الاخ جوّز القبلات بين الشباب والشابات الغير متزوجين ، ولا اعلم على أي آية او حديث نبوي استند في فتواه هذه .
اما المجتمع السعودي فحدث ولا حرج في مجال الهدم الاسري والذي كان لي اكثر من مقال في هذا الخصوص لهذا ساقتصر على خبر قراته من خلال الصحف السعودية والذي يعد كارثة في الحياة الاسرية السعودية من جانب ومن جانب اخر انتهاك حقوق المراة السعودية اضافة الى الانتهاكات التي لا حصر لها في مجتمعهم .
الخبر يقول (اوقفت واحالت السلطات السعودية 47 ماذون شرعي الى القضاء وذلك لاجرائهم عقود زواج من غير موافقة المراة ) ، الان تخيلوا الامر تقاد امراة الى بيت رجل لم تراه ولم تعلم انه زوجها وان العقد شرعي فكيف يكون حالها وحال ابنائها ان اضطرت الى ذلك وكيف سمح ذويها على هكذا زواج وكم عائلة تم بنائها بهذا الاسلوب قبل ان يتم اكتشاف هذا الامر وهل ما تم اكتشافه هو النهاية ام ان هنالك غيرهم لا زال يمارس ابرام العقود الزوجية بنفس الاسلوب ، فكم عائلة هدمت وكم عائلة على وشك الهدم ؟
واما المراة التي لم يتم زواجها من غير علماها يكون مصيرها بين امرين اما العنوسة او زواج المسيار .فنتائج هذا البناء الاسري هو تصرفات الشباب السعودي الذي يقضي وقته بين الجريمة او معاكسة النساء او الهروب الى ساحات ( الجهاد ) خارج السعودية ؟!!!
الامر الاخر اللافت للنظر مسالة عدم تكافؤ النسب أي ان الزوج اقل نسبا من الزوجة وهذا الحكم جاهلي بعينه حيث كانت القبائل وفي نفس المنطقة تتفاخر احداها على الاخرى بالنسب .
تخيلوا شاب يتقدم للزواج من شابة وتتم الموافقة وعند عقد القران يظهر احد اخوة العروسة بقضية عدم تكافؤ النسب وهذا قانون تعمل به السلطات السعودية والتي لا اعلم من اين لها هذا التشريع وجعله اسلامي فيتم فصل العريس عن العروس ويلغى الزفاف .
المحصلة النهائية ان هذه الحكومات ومن يحذو حذوها هي مسخرة لمنظمات سرية تعمل على محاربة الفكر الاسلامي فاذا ما تهيا لها هدم الاسرة المسلمة كان لها ما تريد وعملية الهدم هذه تتم من خلال اجندة تسخر لها كل الضمانات لتنفيذ مخططاتها .
https://telegram.me/buratha