المقالات

من يحفظ من؟!  


🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||

 

( ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا )

سؤال وجيه ( من يحفظ من ) الحاكم ام الرعية ؟

احدهم يسأل احد الحكام : لم لا تغلق الباب وتعقد عليه الحجاب ؟

بمعنى لماذا لا تجعل الحمايات والاجراءات الصارمة ، التي تجعل من الطريق مغلق ، اما من اراد لقاء بك ، او بمعنى اخر تجعل الاخرين لا يفكروا بالتوجه لك من شدة الاجراءات .

فأجابه ذلك الحاكم : أنما ينبغي أن احفظ أنا رعيتي لا أن يحفظوني .

محل الشاهد :

الله على ذلك الحاكم بجوابه الحيكم الذي به يعرف ما معنى ان تكون حاكم لدولة .

 فأن وظيفة الحكم تختلف عن وظيفة المسؤولية ، فمسؤولية المعمل ، او الحزب ، او رب اسرة تختلف جذريا عن وظيفة الحكم .

لأنك قد تنجح في اداء المسؤولية التي تكون بسيطة او صغيرة ولكن ليس بالضرورة تكون ناجح في قيادة دولة .

ينبغي على المتصدر لدفة الحكم  ان يتدرب على القيادة وفنونها ، وان يراجع هل ان نفسه الامارة بالسوء ستتحمل هذه المسؤولية و مغرياتها ام لا ؟ .

 وان يتعلم من النصوص الشرعية ،  والتاريخ الاسلامي والملوك الماضي والحاضر كيف كانت تصرفاتهم في كافة المحن وان يترك سيرة الظالمين منهم ويستفيد من سيرة الصالحين ، مع قراءة كل ذلك قراءة الاستقراء  التام وليس الناقص ، بمعنى لا يقيس العوامل الموضوعية و الذاتية للماضي ويطبقها على الحاضر فهذه خلة في التفكير تؤدي الى هلاك البلاد والعباد .

كنا نتمنا من الحكام ان يتصرفوا  بما اوصاهم به الامام علي ( ع ) ، عن طريق مالك بن الحارث  الاشتر ( رض ) سفير الحاضر لذلك الزمان وسفير المستقبل لكل زمان ، فان كلامه ( ع  ) ، وان كان موجه له بالمباشر ( رض ) ، ولكنه درس المستقبل لمن يأتي ليتعلم كيف يتصرف وللعلم هناك نكته جميلة ، اني اقرا وصية الامام علي ( ع ) ، لمالك ( رض ) ، امكانية عكس معانيها وبعض ألفاظها لمعرفة المستقبل بمعنى ، اننا ان عكسنا بعض المعاني والالفاظ سنحصل على دلالة  على ما سيكون عليه الحكم في المستقبل بمعنى عندما يقول له : واشعر قلبك الرحمة للرعية ، قصد الامام ( ع ) ، ايضا سيأتي الزمان الذي لا يكون  للحاكم بقلبه الرحمة للرعية ، ولذلك استلزم التذكير والتنبيه والا واقعا ماكان مالك محتاج ذلك بوجود شخصية مثل الامام علي ( ع ) المراقب و المتابع .

اذن كلام الامام علي ( ع ) ، وكل الاشارات الاسلامية سواء في الدستور القران الكريم او ملحقة السنة النبوية المطهرة ، فيها هذا الجانب المهم ، هو ان الكلام فيه كشف لحادث سيقع ، وان كان ظاهر الكلام  انه متوجه للحاضر .

فلاحظ  وصية الوصي امام المتقيين وسيد الوصيين الامام علي ( ع ) ، لمالك الاشتر ( رض ) و سنأخذ مقطع منها :

( وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن  عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم ، فأنهم صنفان : إما أخ لك في الدين ، واما نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ، و يؤتى على أيديهم في العمد والخطأ ، فأعطهم من عفوك و صفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه و صفحه ، فأنك فوقهم ، و والي الامر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك  .

وقد استكفاك أمرهم و ابتلاك بهم ) .

فمتى يتجه الى من يتسلم السلطة الى النص الذي به نجاته من النار ، وسعادة الشعب .

نسال الله حفظ العراق وشعبه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك