المقالات

هل نشهد برلمانا رقابيا فاعلا ؟ !  

1385 2020-07-15

 قاسم الغراوي / محلل سياسي ||

                            

يفتح البرلمان العراقي، ملف الطاقة الكهربائية في البلاد، على وقع احتجاجات شعبية تندد بالقطع المستمر للتيار الكهربائي منذ2006 لغاية الآن بالرغم من رصد اموال هائلة بلغت 6‪5 مليار دولار لكن دون جدوى.

شكلت اللجنة بضغط التظاهرات الشعبية الواسعة في محافظات الوسط والجنوب  التي عانت انقطاعا مستمرا مع اشتداد الصيف ووصول درجات الحرارة الى نصف درجة الغليان. 

وأصبح من المعتاد أن ينطلق الشارع العراقي كلّ صيف في التعبير عن الغضب من سوء الخدمات.

ان التلكوء الواضح في توفير الطاقة الكهربائية يخضع لاعتبارات كثيرة في وزارة الكهرباء التي تتنافس عليها الاحزاب لنيلها والذين تعاقبوا على إدارة هذا الملف، هم من الكتل السياسية التي يمثلها البرلمان، وبالتالي من الصعوبة على القوى السياسية إدانة نفسها، وفتح ملفات وزرائها السابقين بالرغم من وجود هذه الملفات وطرحها في هيئة النزاهة.

البرلمان عليه ان يؤدي عمله بالشكل المطلوب بعيدا عن التجاذبات السياسية كونه جهة رقابية وتشريعية ، خاصة في ملف مثل الطاقة، والمفروض ان اللجنة بعيدة عن المحسوبية وغيرها، وستفتح ملفات كبيرة، لمعرفة المقصرين، وليس بالضرورة أن يكونوا وزراء، فربما من المدراء العامين، أو مسؤولي التعاقدات وغيرهم.

لا اعتقد أن اللجنة يُنتظر منها حل مشكلة الطاقة في العراق، لكن هدفها الأساس هو تشخيص الخلل، وفتح العقود المالية التي وُقعت على مدار السنوات الماضية، وكشف الوهمية منها، حيث أنفق العراق على هذا الملف نحو 65 مليار دولار دون تطور في منظومة الكهرباء.

هناك فساد تراكمي، ليس في وزارة الكهرباء فقط بل في المنظومة السياسية الحاكمة قبضتها على كافة الوزارات التي فشلت بدورها في تقديم الخدمات لابناء الشعب العراقي.

إذا لم يتم الاستجابة للمطالبة بتحسين الكهرباء، سيتّسع مدى هذه التظاهرات لتشمل جميع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على وجه العموم، وصولا إلى رفع شعارات مناوئة للعملية السياسية برمّتها وللنظام القائم كما شهدنا ذلك في تظاهرات أكتوبر الماضي.

نتمنى (وما أكثر أمنياتنا) أن تنجح هذه اللجنة لانها ستعيد النظرة الإيجابية للبرلمان كجهة رقابية فعالة، وسيشكل دعما للقضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق من دمر العراقيين بالنار والقيظ، فهذه الجرائم توازي الجرائم الإرهابية، ولا تسقط بالتقادم، ويمكن استرجاع الأموال المهربة، وكذلك المطلوبين في الخارج لينالوا جزاءهم العادل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك