المقالات

أقلام سوداء تكتب التاريخ !!  


محمد حسن الساعدي ||

 

يقال في الأمثال قديماً " عقول الرجال تحت أقلامها"،فالقلم وأن كان جماداً لايؤثر سلباً أو إيجابا في نفسه،إلا إن المحرك له هو من يجعله سلباً أو ايجاباً، وهو لسان حال الكاتب، لأنه من يجعله يحيي الأمة أو يمحق تاريخها، فعلى الرغم من حجم الدمار الذي خلفته الأقلام السوداء في كتابة تاريخ الشعوب، والتي كانت وما زالت هذه الأقلام رديفاً للحاكم الظالم وتحاول أن تغطي على الأدوار المفجعة التي كانت تمارسها الأنظمة القمعية على طول التاريخ، وفد لمسنا الأقلام الفاسدة في عهد النظام البعثي كيف حاولت ما زالت تحاول إن تزور التاريخ وتغير مجرياته بسبب أهدافها وغاياتها، فأصحاب الأقلام السوداء الباطلة او الظالمة يقلبون الحقائق ويحيلون من نضال الشعوب وعملها من أجل التحرر من العبودية أرهاباً واجراماً، وان من يقف ضد حكام الجور سيكون تحت مرمى سهام هذه الأقلام الفاسدة .

بين الحينة والأخرى يخرج علينا قلم من هذه الأقلام ليروي لنا قصص ألف ليلة وليلة، ويروي لنا حكايات الأربعين حرامي ، فمن قلم غالب الشاهبندر إلى سلين الحسني الذي يزوقون أقلامهم بأكاذيب تلوث تاريخ المرجعية الدينية والعليا ورجالها ، وهو ما يكشف ضيق رؤيتهم للأدوار المهمة التي قام بها المرجعية الدينية ورجالها عبر التاريخ ، في محاولة  لتحريف مراحل التاريخ وحرق سطوره بحسب مايريده هو او من يوجهه ، وآخرهم حميد عبدالله الذي ينشر في موقعه على اليوتيوب أكاذيب تحاول تشويه دور المرجعية الدينية في عهد الأمام محسن الحكيم إن هناك اتصالات بين سفيرها السيد مهدي الحكيم ورجال النظام البعثي ، في محاولة ظاهراً أنها سرد للتاريخ ولكن في العمق ما هو إلا تشويه للحقائق في طريق تعامل مرجعية الأمام الحكيم مع نظام البعث ، في حين تكشف لنا الوقائع إن السيد مهدي الحكيم كان مطارداً من قبل نظام صدام ، وقد حُكم عليه بالإعدام، وقد اغتيل السيد الشهيد مهدي الحكيم وهو سفيراً للأمام الحكيم أثناء زيارته للسودان في حادثة اشتركت فيها المخابرات الصدامية بالتعاون مع بعض العملاء في السودان .

أن محاولة تشويه تاريخ هذه الشخصيات الدينية والسياسية لايمكنه الا إن يزيد القلم الأسود اسوداداً ، والفاسد فساداً، لأنها تكشف حقيقة التآمر على الدور المهم الذي لعبته هذه الشخصيات على الساحة الدينية والسياسية العراقية، والدور الإقليمي والدولي في كشف مظلومية الشعب العراقي آنذاك ، لذلك مهما كشف هذه الأقلام عن سواد حبرها فان لن تجد لها بعد وال هذه الغمة عن وطننا وشعبنا مكاناً في صفحات عراقنا الجديد والمشرق، وان مكانها سيكون مع الأقلام الفاسدة التي حاولت النيل من مصيبة يوم عاشوراء وملف شتم الأمام علي(ع) على،  المنابر وسيكون مكانها اللائق صفحات الذل والخنوع والفشل، وهذا نتاج طبيعي لوقوفهم مع الظلمة ضد قادة الإسلام والتحرر من العبودية والظلم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك