المقالات

الكاظمي وتعدد السلطات  


✍🏻ضياء الدين الخطيب ||

 

كثيرا ما استهين بقدرات رجل المخابرات (الكاظمي) وكثيرا ما تداول المراقبون وفي الاروقة السياسية ينعت "بالرجل ضعيف" ولا يحسن إدارة الكثير من الأمور وأيضا شخصية مرتبكة.... الخ من التشخيصات والانتقادات.

الواقع يكشف بالرغم من صحة الكثير مما طُرح، آن الرجل ومن وراءه يعمل على عدة محاور والتي الخصها (( إدارة العديد من السلطات - كسب ثقة الشارع - إحكام السيطرة على مواقع مهمة - تشكيل احلاف وداعم داخلي وخارجي - تفتيت مواطن الخطر (الحشد وفصائل المقاومة) - تحييد المؤثر الخارجي (ايران) - كسب أجهزة أمنية و عسكريه خاصة (جهاز مكافحة الارهاب ))

والكل يعلم أن من وراءه تداركوا الأخطاء السابقة وسعوا إلى توجيه ضربات قاضية لمن سبقه بالحكم من الأحزاب الإسلامية والشيعية والمتتبع لتحركاته يتنبأ أن خيار الكاظمي لابد له أن ينجح ليكون اساس ممهد للقادم من النظام المعد.

اعتبر الكاظمي خيار ذكي في ظروف مواتية وخاصة بعدما أُنهك اللاعب السياسي الشيعي في مواجهة التحديات وسوء الإدارة وتخليه عن كبريات اهداف مشروعه وتحولت ألاهداف الكبيرة إلى أهداف تصب في مصالح احزابهم أو لمنافعهم الشخصية.

المخطط الذي يسير عليه الكاظمي هو نيل أكثر من سلطة فمثلا (السلطة التنفيذية اصبحت تحت تصرفه والان يستحوذ على السلطة الرابعة كما يعبرون وهي الإعلام  وكذلك الاحلاف في السلطة التشريعية *(البرلمان) المبنية على التوافقات والمحاصصة وتحقيق المصالح والنفوذ  واضف إلى ذلك  كسبه للسلطة القضائية أو الاستحواذ عليها بواسطة تنصيب من يناسب المرحلة الحالية أو القادمة).

الحدث المتداول اليوم هو تغيير الشخصيات التي نصبت من قبل السيد عبد المهدي أو ممن سبقه ما عدا العبادي و تقريب رموز وشخصيات إعلامية معارضة أو تابعة لجهات خارجية أو لقنوات الفتنة المملوكة لبقايا البعث الذين تمكنوا وتمنعوا في ظل سياسات الارضاء والضعف (كآل الكربولي وخميس الخجر) وغيرهم الكثير..

أن عمليات التبديل هذه جاءت عن دراسة ومخطط معد سلفا لتدارك الأمور واستغلال الفرصة و كسب ثقت الشارع بواسطة تسخير الإعلام وتحويل وتهويل بعض القرارات التي تناغم التضليل الإعلامي وسياسة الحرمان لدى شريحة كبيرة من المجتمع (كالرواتب المزدوجة ورواتب رفحاء وانتفاع الأحزاب والسيطرة على المنافذ ووو) لإيجاد ألاثر في شرائح كبيرة  من مجتمعنا العراقي وبذلك حققوا ضمانة مستقبلية من خلال كسب ثقة الناس والغفلة من شبابنا .

ولوحظ ايضا تقريبه لجماعات الذباب الإلكتروني والخوة القذرة  والبيجات الخاصة في التواصل الاجتماعي وتمكين بعض مسؤوليها وتعيينهم في مناصب ومواقع و مستشاريات خاصة برئاسة الوزراء  التي تعتبر ايضا  من الحركات الذكية الهادفة لأحكام وتعدد السيطرة على سلطة التواصل الاجتماعي وأكمل مخطط التضليل الإعلامي  وبذلك سيضمنوا هذه السلطة التي أقامت دولا واسقطت آخر.

المشروع الذي يُعمل عليه الآن هو  استحصال تأييد ودعم وثقة الكثير من الأطراف المعنية ( برلمان - أحزاب - جماهير - دول الجوار) لإكمال الانقلاب الأبيض على الاحزاب الإسلامية الذي حكمت للدورات الخمس الماضية و التمهيد للتحكيم النظام الجديد الذي سيزيد من تعميق الهوة والفرقة بين الأحزاب الإسلامية وتذويب وتفتيت الحشد في الأجهزة الأمنية و تجريم و ملاحقة العناصر الفاعلة فيه وتحييد التاثير الإيراني وأحكام السيطرة على المنافذ والسعي لفرض نظام مالي تقشفي يقضي بصورة تدريجية على المؤسسات التي استحدثتها الاحزاب الإسلامية ك(مؤسسة الشهداء والسجناء وغيرها).

تعدد السلطات للكاظمي هو المشروع الجديد والممهد لقيام النظام السياسي الليبرالي الجديد . والذي يسعى إلى الحيلول دون تمكن الإسلاميين وشل وتقزيم حركات المقاومة وخلق موانع لترابط خط المقاومة في المنطقة .

على ضوء ما تقدم ينبغي أن يعي الممثل الشيعي لما يدور واتخذ خطوات سابقة وذكية ولملمت الشتات وتوحيد الجبهة.

وبسلامة الجميع.

٥ /٧ /٢٠٢٠

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك