المقالات

بعد أربعينية كربلاء... ملحمة جماهيرية أخرى

1217 17:17:00 2008-03-07

( بقلم : علي جاسم )

مرة أخرى يسجل إتباع أهل البيت (ع) ملحمة كبرى وسجلاً تأريخياً الأجدر بكافة مؤرخي الإحداث التأريخية والدينية ان يسجلوها ويثبتوها ليعطوها قدرها المستحق وموقعها المناسب كأكبر مظاهرة شعبية وأعظم مسيرة جماهيرية منتظمة هزت العالم بأسره ونالت الاعجاب والتقدير حينما زحفت الحشود المليونية العشرة صوب كربلاء قبل أسبوع واحد فقط لإحياء أربعينية الإمام الحسين (ع)، ثم عادت هذه الحشود نفسها وبإيمانها واصرارها نفسه على تسجيل حضور متميز في بقعة النجف الطاهرة ولتحيي هذه المرة ذكرى وفاة الرسول الاعظم (ص).هذه الحشود من الزائرين التي تقدر بثلاثة ملايين قد أكملت مسير اخوانهم الذي انطلق من كافة محافظات ومدن العراق نحو أرض الشهادة والفداء أرض إمام الإباء أبي عبد الله الحسين وأصحابه الذين قد اشتروا الخلود، خلود الدين الاسلامي والمواقف البطولية والحق والايمان ورفض الذب والجور، اشتروا خلودهم بفناء أجسامهم، وبقاؤهم رموزاً كالجبال بارتضاء سفك دمائهم.

ملايين الزائرين والسائرين والزاحفين حينما توجهوا الى كربلاء الحسين كان وفاء منهم لإمامهم واستلهاماً لدروس النهضة الحسينية التي جسدها الإمام وصحبه السبعون، دروس ومبادئ نهلها الحسين وارتواها من تعاليم جده المصطفى محمد (ص) وتزود من ذلك الفكر المحمدي الذي يخاطب عمه أبا طالب بقولته المشهورة ( يا عمي والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان أترك هذا الامر او اهلك فيه ما تركته )وهي نفسها الكلمة التي قالها أبو الاحرار في ارض الطف (ع) عندما أعلن بصوت عالٍ ( آلا وان الدعي أبن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة) ، وهاتان الكلمتان المحمدية والحسينية تقودنا الى فهم الحديث النبوي الشريف ( حسين مني وأنا من حسين ) لان الفكر نفسه والعقيدة نفسها والثبات ذاته، وهذا ما نلحظه ليس في هاتين الشخصيتين العظيمتين فقط، بل بانصارهما ومحبيهما وهذا بالطبع سببه عظمتهما ومكانتهما، فعقيدة الزاحفين صوب كربلاء هي نفسها عقيدة السائرين نحو النجف، والارادة القوية على تحدي جميع انواع واصناف ورموز الارهاب والمفخخات والاحزمة الناسفة والتي وجدناها وشاهدناها لدى شيعة الحسين، قد لاحظناها وعلمناها تماماً عند احباب الرسول الكريم دون أي اختلاف منذ الأيام الاولى لرحيلهما و ( استشهادهما ) وحتى اليوم بعد أكثر من ألف وثلاثمئة سنة ومازال الترابط الروحي بين انصارهما واحداً متوحداً وحاضراً في جميع الاوقات ومتجدداً عبر جميع الازمنة كونه تجسيدا حي بالارتباط بهذين العملاقين وشعور واحد بالانتماء لمدرستيهما، شعور لا يرضى ان يتبدد او حتى يتجزأ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك