المقالات

أرقام تفضح ثقافة الازدواج

1202 14:21:00 2008-03-07

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

خلال عشرة ايام شهد العراق حالتين متداخلتين في جانب منهما ومتباعدتين في الجانب الاخر.فخلال العقد الاخير من شهر شباط الفائت توافدت على كربلاء ملايين الزائرين الذين غصت بهم طرقات العراق المؤدية الى هذه المدينة المقدسة في تظاهرة بشرية مليونية ادخلتها بعض المؤسسات المتخصصة الى موسوعة غينيس للارقام القياسية باعتبارها ظاهرة فريدة لم يشهد العالم بأسره لها مثيلاً، لكن اللافت في هذه الظاهرة انها وبالرغم من كثافتها وموضوعيتها واهدافها ما كانت لتحظى بنصيبها من الاهتمام الاعلامي العربي على وجه التحديد، وبالتأكيد ان اسباب هذا التغاضي مشخصة ومعروفة وليست بحاجة الى كثير جهد كي يصار الى كشفها وتحديد مسبباتها، وكان الاجدر بهذا الاعلام ان لا يتجاهل كلياً هذه الظاهرة لاسباب بسيطة اهمها ان مثل هذا التجاهل غير قادر على التقليل من اهمية هذه التظاهرة وحقيقتها وتأثيرها وفعلها واستمرارها بالاضافة الى ان هذا الاعلام سيجد نفسه يوماً مجبراً على التعاطي معها باعتبارها حدثاً قادراً على فرض تأثيره في تحديد اتجاهات كل القراءات السياسية والوجدانية والعقائدية التي يستبطنها هذا الحدث.

وقد نكون بعد عام او عامين او اكثر على موعد مع ما ستتحفنا به الثورة العلمية لتكون مسألة نقل وفرض هذه الظاهرة على المتغافلين لها في متناول اليد وهذا ما تبدو اشاراته واضحة الان. الى هنا نتوقف عن سرد الظاهرة المليونية الحسينية التي شهدتها كربلاء مع اعتقادنا الراسخ بأن العام القادم ربما سيشهد تنافساً محموماً بين شبكات الارسال العالمية لشراء حقوق البث كما هو عليه الحال في الحالات الرياضية والدرامية الى غير ذلك من الانشطة الاخرى.

الا ان هذا التوقف عن السرد يدفعنا الى استحضار الحالات النفاقية الساذجة لذلك الاعلام وهو يتغافل تلك الحشود المليونية ليجد نفسه مهرولاً بعدساته الضبابية وراء مئة او مئتين من المتظاهرين في هذه الناحية او ذلك القضاء النائي احتجاجاً على زيارة رئيس دولة مجاورة للعراق يفترض ان تكون موضع ترحيب هذا الاعلام ان كان حريصاً على قضايانا العربية والاسلامية باعتبار ان الدولتين العراقية والايراينة عاشتا فصولاً سياسية وعسكرية متأزمة ودامية طيلة فترة حقبة النظام البائد وهذه الفصول لم تقتصر على الجارة ايران وانما تشمل جميع دول الجوار العراقي، من هنا نقول ونؤكد الى متى يبقى اعلامنا العربي يسير بقدم عرجاء وبعين لا تقبل ان ترى الصورة الا بضبابية الرمد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2008-03-08
الى الاخ عدنان المحترم ان الرسول الاكرم محمد واله الطاهرين تركوا الدنيا وزخرفة زينتها واما اعدائهما اشتروا الدنيا وزينتها فلا تعجب من هؤلاء جميعا فهم نفس البذرة ومن نفس الشجرة الملعونهفلا زالوا يبيعون حتى انفسهم وحيائهم لبضعت دنانير ويعطونكل مايملكون من قيم لطلب جاه سيزول باذن الله فلما العتب على هكذا اناس لايملكون من رحمة الله شيء ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم بان لهم الجنة واما اصحاب الشيطان قد اشتروا الدنيا بما فيها ووعدهم الله لا خلق لهم في الاخرة واعد لهم عذابا وسعيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك