الكاتب : حسن علي _ غــزة
الحمد لله الذي جعل دوام الحال من الحال ... وجعل لكل دولة زوال .. فابتعث محمداً صلى الله عليه واله في حلكة ليل الجاهلية فهدى به من مضارعة الأمل وركوب شيطان الزلل .. حتى ساد النظام ورُفع للحق مناراتٌ وأعلام ... فأصبح وجه الزمان قد نضر عندما شاهد الجهل والظلم قد احتضر ... وقد قام الشيطان يلطمُ بعد أن لبس أثواب السواد على منبر من الرماد ... وحاص الشيطان حيصة لينتقم لخزيه وذلته .. فربض في أوكار غربان النفوس .. واتخذ أجنادا من بني أمية والطوالع النحوس .. حتى ضارعوا الإفرنج في المهانة والفسوق والخسوس .. فدالت دولة الإيمان ولم يبق لأهله هَمٌ إلا كهم العروس .. ولا جوار إلا كجوار البسوس .. وتتابعت بعد رسول الله صلى الله عليه واله دول الظلم والعدوان حتى وصلنا من يزيد وال مروان إلى دول العهر في بلاد العربان ...
في ذكرى سيد المرسلين .. نفتقد دولة الحق بغياب حكم الأئمة الطاهرين .. ننام على أخبار فخامته ونصحو على بطولات جلالته .. هلموا أيها الحكام لألقي عليكم درساً من دروس زعامة محمد ... كان صلى الله عليه واله إنسانا قبل النبوة والرسالة وكذلك كان بعدها .. أما انتم فإنكم تكونون قبل الرئاسة أناسا عاديين .. ثم بعدها تصبحون آلهة تسومون الناس سوء العذاب وتأكلون ثروات الشعوب ومقدراتها .. ولا يغادر أحدكم عرشه إلا إلى قبره ... أنتم أصلاً لا تعرفون مَن آباؤكم ولا معاهد تربيتكم .. وأنتم والله بقايا الحريق لا أصل الفريق .. فو الله ما أجد لكم مَثَل إلا كمثل الذليل الأعزل .. ألا تذكرون مقولة الشعوب وهمس الناس .. وحقد الأرض التي تدوسون عليها ...
كان صلى الله عليه واله يقول " من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم " أما أنتم زعماء يعرب فإنكم تنامون وتصبحون على أنين الثكالى والمصروعين بسيف الإرهاب الوهابي في العراق .. ومحارق بني صهيون في فلسطين .. ولا تجيبون .. ليس هذا فحسب بل تحاصروننا في غزة .. ووصلت بكم الحال إلى تسليط علمائكم الملعونين إلى جواز الدعاء من عدمه لحزب الله في حربه الأخيرة مع إسرائيل .. إلى هذه الدرجة وصلنا ..
والله إن للحرائر لعزة .. وإن للأحرار فزّة.. فأينكم يا عرب يا أهل الإسلام .. أرضيتم أن تُفترعوا كافتراع العروس التي دُعيت إلى فراش ديوث ... فهل خانكم الأصل أم فاتكم العقل .. وهذا من شر المصائب وأعيب المعايب فأصبحتم تقفون على شر موعود وترعون الرياح وتشربون الصياح .. فما أظنكم بل لا أخالكم أن لكم نسب إلا ببلادة البغال وما أرى نفوسكم إلا كنفوس المسخرين العمال ..
أيها الناس علّمنا رسول الله صلى الله عليه واله انه ليس في الدنيا إلا عزيزان السيف والقلم .. بهما عز الأولون وبهما يعز الآخرون .. ألا تأنفون من ذل العبود ورسف القيود .. ألا تذكرون النساء والبنات والأخوات والأمهات في فلسطين والعراق .. فان لم تغيروا غيرة الأسود وإلا فحيصوا حيصة الثعالب والفهود ..علمتنا سيدي يا رسول الله أن الموت عز وحياة .. والحياة ذل وتياه فمن طلب العز عز .. ومن طلب فرارا مما يقال له الموت فقد اختل واهتز .. علمتنا سيدي أن موت الأبطال حياة وحياة الأذلاء موت ..
اذكروا يا عرب أن لكم جدا اسمه الحسين غار فثار فصار حديثه في الدنيا مثل .. فهبوا إلى قصور الملوك فاحرقوها ودمروها واجعلوا بلاطها الجمر وسقوفها النار .. انسفوا قرار ملوك العار وشيوخ الرذيلة من آل سعود وغيرهم .. احرقوهم كحرق الضرام واسحلوهم كسحل العبيد الأطمام .. هم والله كانوا يباعون وآباؤهم بثمن النعال وينادي عليهم النخاس من يشتري هذه البغال ... اعلمي أيتها الشعوب العربية الذليلة انه إذا لم تتقدم بكم أرجلكم فلن تمتد بكم أيديكم واعلموا أن العز مع الصبر .. ولا يتنزل النصر إلا بعد الضعف والقهر ..
في ذكرى رحيل سيد الخلق محمد صلى الله عليه واله لن أستعرض سيرته ولن أذكركم بجوهره ورسالته .. لأنكم كلكم تعرفون .. وتفهمون.. ليس فيكم إلا من يعرف من كان محمد وكيف كان وماذا كان .. لن أذكركم به ..أما أنا فوالله الذي لا اله إلا هو أنني منتظر .. مبايع .. البيعة في عنقي لقائم آل محمد روحي لتراب مقدمه الفداء .. وأنتم يا آل يعرب أبشركم بشارة فلتسمعوها واعتدلوا رجاء في جلستكم لتقرؤوا هذه العبارة التي وردت في ذكر سيدي صاحب الزمان " وان أكثر قتلاه من العرب حتى يقول الناس ليس هذا من آل محمد لو كان من آل محمد لرحم .." أسمعتم .. سيتحدثون عن الرحمة .. هم يعرفون الرحمة .. يرسلون مفخخاتهم لعراق الكبرياء والتاريخ ويتحدثون عن الرحمة .. يحاصرون شعبا مستضعفا مسكينا في فلسطين ويتحدثون عن الرحمة .. لا بأس أيها السادة .. أشعر الآن أن لي معكم يوما وجولة .. إن دالت بي الدولة .. لأطحننكم طحن الرحى بثفالها .. ولأضغمنكم ضغمة الليوث الثعالب , ولأقضمن عظامكم قضم السباع , وألقي عليكم يا عرب الذراع والباع , فأنتم والله تَفَه في الحياة لا طعم لكم ولا رائحة , أليس فيكم رجل ذو عقل رجيح .. خرب الله لكم الديار وأتبعكم في الدنيا الخزي وفي القبور النار .. اللهم أهتك من حكامنا الحريم وأشعل عليهم في دنياهم النار الضريم .. وسلط عليهم عبادك ذوي العزم الصريم والقلب الأثيم .. فاتركهم نهبا للسباع و حواصل الطير .. اللهم في ذكرى وفاة نبيك العن أعداءه وأعداء آل بيته من الأولين والآخرين العنهم في الليل والنهار .. واجعل ليلهم وصباحهم مجللا بالخزي والعار .. إن للحق والباطل يوما سيجعلهم فيه يودون لو أنهم زاحموا به أرحام الأمهات أو يصبحون من العذارى والبنات .. يا ويلهم أعداء محمد واله .. اعلموا حكام العرب الطواغيت أنني من ورائكم ولكم طالب وبدمائكم شغوف .. فيا ويلكم من يوم تلقون فيه الحتوف , والله لأعرضنكم على النار الحية , تأكل منكم وانتم تنظرون ثم لأدخرن رماد أجسادكم في القوارير حتى يُلقى بها في جهنم وبئس المصير .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب يتقلبون والعاقبة للمتقين ...
https://telegram.me/buratha