المقالات

شيبة من الحشد الشعبي  


حيدر السعيدي ||

 

لم يكتف ( ابو باسم ) بشهداء مدينته مدينة التابعي البطل سعيد بن جبير، وماقدمته مدينة الحي في واسط من قوافل الشهداء لاسقاط اعتى طاغية المجرم صدام .

فما ان تبسم ثغر النجف الاشرف بفتوى الجهاد حتى اعلن ( ابو باسم ) اخلاء مسؤوليته مؤقتا عن سدانة مقام (السيد العگار)،  ليلتحق بالحشد الشعبي  مرتديا بدلة العز وجلباب الكرامة .

ابو باسم الرجل الکبیر المسن الذي جمعنی به احتفال تکریم الابطال المجاهدین من سرایا الحشد الشعبي  ،  یقول لي : کلنا فداء للامام الحسین ، قلت له : حاج ايها البطل دعني اقبل هذه اللحية البيضاء وفيما كنت اقبل لحية الحاج المجاهد ابو باسم، رأيت احد قيادات الحشد يكفكف الدموع بمنديله ، حينما عدت الى مكاني بين الحضور همس ذلك القائد  في اذني : لو تعرف كم تناثر من لؤلؤ العيون الغائرة من هذا الحاج على هذه الشيبة العظيمة لفراق ابنه الشهيد في جرف النصر، التي كانت تسمى جرف الصخر وفعلا كانت صخورها عصية على خطط الامريكان وقوات الاحتلال الاخرى ولكنها تهاوت تحت ضربات الفاتحين في عمليات الحشد الشعبي  التي خُتمت بهذه المدينة لتبدأ عمليات اخرى ومناطق جديدة للفتح والنصر الحاسم والظفر المؤزر، فسألته هل كان ابنه في الجيش ام في الحشد الشعبي ؟  فقال لي : كان مع ابيه في الحشد  .

ولم يمهلني في الكلام ليضيف ان هذا المجاهد على كبر سنه ورغم شديد مصابه بابنه الشاب، بقي اسبوعا واحدا فقط في بيته يستقبل المعزين باستشهاد مهجة الروح .

اي نفوس يحمل هؤلاء المجاهدون الرساليون واي نوع من الرجال الاشداء هم وبأي جبال من صبر سيدهم الحسين يتمترسون ؟  لم يمض سوى اسبوع واحد على استشهاد ابنه فلذة الكبد وريحانة الفؤاد وثمرة القلب،  فحزم ابو الشهيد امتعته ليعود الى ساحات الجهاد،  وهو يردد مقاطع مقتبسة من زيارة عاشوراء :

( اللهم احشرني وولدي مع الحسين واصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام )

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك