بقلم : سامي جواد كاظم
من المؤكد هنالك بعض العادات والتصرفات المعتادة لدى شخص معين يجب ان تُهذّب او تُلغى اذا ما اصبح هذا الشخص علامة بارزة في مجتمعه او يحتل منصب مهم يحتم عليه اما الغاء او توطيد بعض عاداته وتصرفاته وهذا امر لا شك فيه ولا جدال .
ولكن عندما تكون هنالك تصرفات تمس عقيدة هذا الشخص والتي هي عقيدة طائفة كاملة وان هذا الشخص من المتمسكين بها فان عملية الغائها او انتقادها من قبل الغير يكون لا مبرر له واذا ما الغاها هو الشخص نفسه و تلون حسب الوضعية الجديدة التي آل اليها يكون قد دخل حلقة النفاق .
على ما يبدو اصبح هنالك عِرف عام لدى كل الدول الاسلامية والعالمية ان الذي يريد ان يتبوء منصب حكومي يجب ان لا يظهر أي تصرف او تصريح يدل على التشيع وموالاة اهل البيت عليهم السلام ، فاذا ما ظهر مثل ذلك فان الجبهات الخبيثة ستنفتح عليه بكل وسائلها سياسية ،اعلامية ،اقتصادية ، ارهابية ،وما الى ذلك .
عندما يكون القلم بيد موهوب يعاني من امراض نفسية تكون الكلمات التي يكتبها ذات اثر لدى من لا يرى النزعات النفسية لهذا الكاتب وخصوصا اذا ما كتب شيء يتفق وافكار القاريء الشاذة .
بالامس كان حسن العلوي من اشد المدافعين عن الشيعة والذي الّف كتاب الشيعة والدولة القومية وكان كتاب فلتة نجده اليوم ينتقد وبشكل ينم عن الصراعات النفسية التي يعاني منها الحكومة العراقية بسبب التشيع الذي كان يصفه بالمظلوم ايام صاحبه صدام واعتقد السبب هو لعدم حصوله على منصب سفير في احدى الدول العربية فكان رد الفعل هو التهجم على الحكومة ، اذن العداء ليس سببه اختلاف في المبدأ او سلبية الاخر .
وشخصية اخرى قرقوزية هي شخصية رشيد الخيون والذي ما برح وفتأ من خلال ادنى فرصة تتاح له من على وسيلة اعلامية وهابية الا وانزل سيل من الكلمات البعيدة عن الحقيقة بعد المشرقين عن المغربين على الشيعة والحكومة العراقية التي باتت هي الشغل الشاغل لكثير من حكومات العالم بسبب خرقها لعادات واعراف الحكومات العالمية وظهور ولائها لال بيت المصطفى والتي تعد كارثة حقيقة لدى المناوئين للفكر الامامي .
اكثر موسم يُنتقد فيه الشيعة هو موسم عاشوراء بسبب ما يولده لهم من مشاعر شاذة عندما يطّلِعون على حجم حب الشيعة لاهل بيت النبي (ص) وهذا يؤرقهم لا بل يغادر السهاد والوسن والنوم جسدهم ، ولعل القلم المسعور للخيون هو خير دليل على ذلك .
الشعائر الحسينية لا تختص بفرد دون اخر والمواكب الحسينية ليست حكرا على مجموعة دون اخرى ، قد يكون هنالك حرج لشخص معين في اظهار هذه الشعائر لتحاشي من ينتقدها واذا ما اظهرها فالاولى بالمنتقِد ان يركز على نقاط مهمة في الانتقاد لا على اساس نسف الفكرة اصلا او الغاء الفكرة من الاساس وهذا ما اقدم عليه الخيون .
ازبد وعربد الخيون الخائب عندما راى نائب رئيس الجمهورية وهو يسير على قدمه باتجاه الحسين واذهل عقله ان كان له عقل اكثر عندما راى المالكي يشارك الزائرين في العتبة الحسينية مما جعل قلمه يشطح ويشخبط ويدس اباطيل من خلال انتقاد ما لا يحلو له ولا لاسياده الوهابية الذين يسمحون له بالكتابة في صحفهم ، وشبّه ممارستهم هذه بجولات صدام المقبور بين العراقيين وعبوره نهر دجلة سباحة .
فيقول ان هذه الشعائر هي عادات وتقاليد يمارسها الشعب وهذا امر غير مشكوك فيه وقد يكون هنالك موكب لرئاسة الوزراء والله العالم ان كان تمويلها من المال العام او الخاص فان الامور التبست كثيرا في زمن هذه الحكومة ،انه يشك بوجود موكب ويعلم ان هذا لا وجود له ويبني عليه كلماته التافهة ، واعتقد الكاتب انه ضرب عصفورين بحجر ولكن الحق رمى عشرة احجار ولم يصب ولا عصفور .
لو كانت الشعائر الحسينية تخص الشعب كما يقول ( شان شعبي لا شان سلطة ) اذن لماذا جعل كل طواغيت الارض ومنهم الوهابية وطاغية العراق المقبور همهم القضاء على هذه الشعائر لولا علمهم اليقين بانها تؤلب الاحرار عليهم وتنهض بالفكر الحر المستنير ليشتت ظلمهم و جورهم .
ويعود لينسف اصلا زيارة الاربعين مستندا الى مقولة لمطهري تعبر عن وجهة نظره من غير الاستدلال بادلة علمية حيث يقول مطهري ( ان الطريق من الشام الى المدينة لا يمر عبر كربلاء ابدا ـ الملحمة الحسينية ص 22 ) استند على هذا وترك الكم الهائل من الروايات التي تثبت العكس ومنها ثناء الامام العسكري (ع) على زيارة الاربعين والتي يفهم من الحديث انها كانت تمارس في حينها ، كما وانه الا يمكن ان يغير وجهة القافلة الامام السجاد (ع) ويمر بكربلاء ومن ثم يعود الى المدينة فالعقل الذي يقول ان كربلاء لا تكون ضمن الطريق بين كربلاء والشام فانه يقول امكان مرور القافلة عليها بتغير المسير لضرورة راها الامام السجاد (ع) .
والامر الاهم ما هي السلبيات من ممارسة زيارة الاربعين بل العكس ان لها ايجابيات دنيوية واخروية ولولا علم الظلمة ما يولد هذا الكم الهائل من الزائرين السائرين صوب الحسين (ع) من مشاعر ضد كل من يخطو خطا يزيد اميرهم لتركوها وشانهم كما يتركون من لا يقر بالعبودية لله عز وجل الان .
احدى الزيارات الاربعينية القديمة ذكر راديو مونتي كارلو خبر الزيارة واشار الى نقطة مهمة هي التي تقلق الطواغيت حيث قال ( ان المارثون الحسيني اوله في كل المحافظات واخره في كربلاء وان السائر في المقدمة اذا ردد ياحسين فان صداها يسمع في اخر المارثون ) حقا ان كلمة ياحسين التي تجمع العقول والقلوب اشد وطأة من القنابل النووية التي يمتلكونها
https://telegram.me/buratha