المقالات

وجوه ملائكية..وبواطن شيطانية  


عباس قاسم المرياني ||

 

يبدو ان التكنلوجيا وتطورها المستمر استثمرت بشكل مبدع في العراق من خلال اللعبة السياسية التي اخذت تتطور بتطور هذه التكنلوجيا، واصبح النظام السياسي في العراق مثل اللعب الالكترونية المتدولة والمنتشرة حالياً بشكل واسع، فهذه اللعب تحتاج بين الحين والاخر الى تحديث من الشركة المصنعة لإضافة بعض التطورات والخصائص الجديدة عليها.

 كذلك اللعبة السياسية في العراق ادخل مصنعوها العباقرة تحديثات جديدة عليها بطرق شيطانية، يتصورون انها حيلة سياسية او مهارة وذكاء، لكن هذه الحيل اصبحت لا تنطلي على الشعب الذي تمرس على افعالهم وفهمها طيلة السبع عشرة سنة الماضية، واخر هذه الحيل الشيطانية هي عملية توزيع الوزارات بينهم التي صرحت جميع الكتل والاحزاب السياسية سواء في حكومة عبد المهدي او الكاظمي بإعطاء رئيس الوزراء المكلف الحرية الكاملة لأختيار كابينته الوزارية من الشخصيات المستقلة والتكنوقراط.

لكن الحقيقة هؤلاء المستقلون والتكنوقراط اصنام فقط، ليس لهم اي دور في وزاراتهم، بل الدور كل الدور اصبح للمدراء العامون او المستشارون الذين يمثلون هذه الكتل والاحزاب، فاصبح الوزير في الواجهه لكن بدون صلاحيات، وليس له الحق في اتخاذ اي اجراء مالم يوافق عليه المدير العام الفلاني المعني في هذه الوزارة!

 وهذا مالمسناه في العديد من الوزارات وكيف يتحكم مدير عام ما بحقوق الشعب وخير مثال ما حصل لرواتب المتقاعدين والشهداء وغيرهم، وفي وزارة اخرى عندما يرغب وزيرها ان يمارس صلاحيته بأتخذ اجراء او امر يخدم شريحة واسعة من المجتمع يعترض احد المدراء العامون ويوقف هذا الاجراء دون سبب مقنع، فقط لاجل الاعتراض.

 والامثال في باقي الوزارات كثيرة لو اطلعنا عليها لولينا فراراً، هكذا اصبح التحديث الجديد لنظام الحكومة في العراق وربطه بالتكنلوجيا الحديثة، فالوزراء بوجوه ملائكية والمدراء بوجوه شيطانية، ليبقى العباقرة المصنعون هم المسيطرون.

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك