المقالات

أزمة التكليف .. وصوت المرجعية  

1536 2020-06-08

أثير الشرع ||

 

ما تعانيه العملية السياسية من إحتقان دائم، وعدم وجود شفافية بآلية إختيار مرشح لرئاسة وعضوية الحكومة؛ على الرغم من وضوح القوانين المشرعة بما يتعلق بذات الموضوع، المشرات تدل بأن أزمة تشكيل الحكومات قديمة؛ شرعها وأرسى دعائمها رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي (الأمين العام لحزب الدعوة)، حسب ما ذكره سياسيين ومصادر مقربة منهم.

 بعد إنتهاء ولاية السيد المالكي الثانية، بدئت محاولات الضغط على العملية السياسية؛ بجميع السبل، وحينها كان السيد المالكي يمسك بزمام ومفاتيح السلطة وتدفق المال السياسي، وغيرها من وسائل الضغط من جميع الإتجاهات، وهذا ليس إتهاماً مباشراً، بل وجهات نظر منقولة ومعطيات ملموسة مبنية على شهادات ووقائع.

 دخل العراق في دوامة من الرفض السياسي والشعبي منذ ذلك الحين؛ بسبب محاولات الضغط بجميع السبل لبقاء رئيس وزراء بمنصبه لثلاث دورات متتالية، وهو ما يعني عودة الديكتاتورية من جديد، وتثبيت أركانها، تحركت حينها النخب السياسية ونخص بالذكر "زعماء الكتل السياسية النيابية" في حينها بحركة دائمة ودؤوبة، من أجل الخروج بحلول منطقية، وهو ما تحقق خصوصاً بعدما جاء الرد من لدن "المرجعية الرشيدة" على رسالة حزب الدعوة، حول تكليف السيد المالكي، وكان رداً واضحاً وقاطعاً، ونصت رسالة الرد : "بضرورة الإسراع بإختيار مرشح جديد للمنصب يحضى بقبول وطني شعبي واسع، ويتمكن من العمل مع القيادات السياسية لبقية المكونات" الشرط الجازم الذي ورد حتى من قبل المقربين من المالكي نفسه، يعترفون بأنه لا يمتلكه.

 إنتهت الأزمة، وتم تكليف الدكتور حيدر العبادي، لكن تداعيات هذه الأزمة ما زالت تلقي بظلالها مع كل عملية إختيار مرشح لرئاسة الحكومة، والأساليب التي أستخدمت حينها، أصبحت تكررعلينا في كل مرة ولصالح مرشح مختلف .

على اللاعبين الكبار في السياسية العراقية، ان يعلموا ان فن السياسية شرطه الأساسي هو: القبول بنتائج الديمقراطية؛ مهما كانت، وليس التحايل عليها بشراء الذمم والنفوس، والى حين ان يتعلموا ذلك، ستدوم رياح الخراب تعصف بسفينة الوطن.

ـــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك