تأتي زيارة الرئيس الايراني الدكتور احمدي نجاد والتي تحمل ابعاد سياسية كثير ومهمة للعراق وشعبه ودعم للحكومة العراقية في وقت احوج ما يكون اليه البلد من مساندة ودعم دولي واقليمي , كما لاقت ارتياح شعبي في اغلب محافظات العراق بفتح صفحة جديدة من العلاقات المبنية على حسن الجوار والتعاون وتبادل الخبرات وتثبيت الامن والاستقرار ليشمل المنطقة باسرها بعد خمس سنوات من موجة الارهاب التي عاشها العراق اثر سقوط النظام البائد خصوصا بعد توظيف الدول العربية ماكنتها الاعلامية ضد شعب العراق وتجربته الديمقراطية الجديدة . وتاتي هذه الزيارة لترد ايضا على الاصوات التي مللنا من سماعها وهي تنبح باهداف امة اكثر اصولها غير عربية وشعارات خاوية من محتواها خدروا الشعوب بها عقود طويلة من الزمن دون نتيجة تحسب لهم الا الخراب والدمار والتخلف الذي اعيى هذه الامة التي ابتليت بهذه الشراذم التي لا تعرف سوى لغة الاقصاء والتهميش والخراب والدمار. اي عقلية يشرفها ان تحتفظ بمثل هذه الافكار والمبادئ التدميرية سوى الذين تعودوا على سياسة الاقصاء والتهميش وتطبعوا باخلاقها وعملوا بها فاصبحوا لا يرون بابعد من انوفهم وحجبوا كل الحقائق الا ما يعتبرونه حقائقهم التي جلبت الذل والعار لسياستهم التي حاربوا بها ابناء بلدهم ودمروا بناه التحتية .التغيير الذي حصل في العراق بعد السقوط قلب المعادلات العربية المتوارثة للسلطة او المستولية عليها بطرق غير شرعية كما تعودت عليها جميع الانظمة العربية فاصبحت الاغلبية التي ظلمت هي صاحبة القرار بفعل قيادة حكيمة وضعت الاسس الرصينة لما سيكون عليه مستقبل الحكم في العراق . هذا الوضع اثار حفيضة جميع الدول التي تسير على نهج واحد من الدكتاتورية فلم تبقى اي من دول الجوار الا ووضعت لها اجندة خطيرة في العراق بعد ان ايقنت ان مصالحها تتأثر بفعل التغير الذي حصل سواء كانت لاسباب طائفية او اقتصادية او الخوف من انقلاب شعوبها عليها.فما قامت به السعودية وتقوم هو لاجل عرقلة واسقاط جميع الجهود التي تقوم بها الحكومة المنتخبة المتمثلة بالاغلبية ومحاولة ارجاع القيادة للاقلية التي تربعت على كرسي السلطة لثمانين سنة عجفاء وذلك للمحافظة على الارث الاموي القديم الذي انتزع الحق من اصحابه الشرعيين من اهل البيت عليهم السلام , هكذا وضفت السعودية ماكنتها الاعلامية ومؤسساتها الدينية الناصبية وحشدت الرأي العام العربي ضد ما حصل في العراق وتجنيد الاف البهائم من المحيط الى الخليج وبتحريض من شيوخ السوء ووعاظ السلاطين بتفخيخ اجسادهم النتنة لتفجر وسط الابرياء لتعم الفوضى وعدم الاستقرار لعراق ما بعد صدام ..ودور الامارات الذي لا يقل خطورة عن دور سابقتها السعودية بدعمها للعناصر البعثية وتخصيصها المليارات لزعزعة استقرار امن الجنوب . والاردن الصديق الحميم للطاغية الذي عاش واقتات على مصائب الشعب العراقي , حيث ان امدادات النفط التي لم تنقطع عنهم وباسعار تفضيلية اذا لم تكن منحة مقابل مصالح للنظام البائد فيها لم تشفع للعراقي في الاردن الذي يكد نهاره من اجل كلمة "يعطيك العافية" اضافة الى تعامل السلطات هناك بأسس طائفية بين العراقيين , واحتضانها لايتام البعث وتوفير الحماية لهم , ونشر استخباراتها داخل المناطق الغربية لادارة الاعمال الارهابية هناك, ومجالس تلقي العزاء بالارهابي الذي فجر نفسة القذرة في سوق الحلة . وسوريا الاسد التي كان لها يد في قتل شعبنا بعد ان فتحت معسكرات التدريب في اللاذقية للمجرمين الذين تجمعوا فيها من كل حدب وصوب لتعليمهم على المبادئ الاولية في دورات لقطع الرؤوس واحراق البشر وكيفية اعداد الاحزمة والعبوات الناسفة لتصرف شعبها عن مجرد التفكير بالتغيير والا سيكون حالهم كحال العراقيين من فوضى وعدم استقرار. هذه الدول هي من يتمسك بها بقايا ازلام وايتام صدام من الدول العربية !! فاي منظار تنظر به تلك العقول الخائبة التي خرجت بالتظاهر احتجاجا على زيارة الدكتور نجاد للعراق ؟ والتي هول لها الاعلام العربي رغم انهم لم يتعدوا بضع مئات في جميع المناطق سواء في الفلوجة وحي 7" نيسان " في ديالى ومجرمي صحوة الغزالية والسيدية , في الوقت الذي تم حجب اخبار 10 ملايين ساروا بمسيرة الولاء من جميع مدن العراق لابي الاحرار احياءا لذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام. واين هؤلاء من التوغل التركي للاراضي العراقية في كردستان ؟ ام ان انقطاع الكهرباء لم يتيح لهم فرصة متابعة ما جرى على الحدود الشمالية ؟لسنا ضد التظاهر واختلاف الاراء اذا كانت تصب في مصلح البلد وتسعى لتقويمه وبنائه حيث انها تعتبر حالة صحية لمجتمع بدأ يدرك اهمية الديمقراطية ويبني المواقف على اساسها وعلى اساس المصلحة العامة بعد ان كان يعيش حالة دكتاتورية مظلمة . مصلحة البلد في نشر الامان والاستقرار في ربوعة وبنائه وتوفير العيش الكريم لابنائه ومصلحته, ان يكون له دوره العربي والاقليمي والدولي وبناء الثقة بينه وبين جميع الدول خاصة تلك التي اساء النظام السابق لها ولاثبات حسن النوايا وبناء قاعدة سليمة للعلاقات الدولية مع الجميع خاصة وان العراق فاتح ذراعية لكل من يريد ان يبني ويستثمر, فلم تمر مناسبة الا وتطلق الحكومة دعوة للتواجد العربي للاسهام في عملية الاعمار او الاستثمار في جميع المجالات خاصة بعد التحسن الامني الملحوظ الذي يعيشه البلد , فاين مدعي العروبة من هذه الدعوات ؟ واين نشاط المحتجين واصحاب المظاهرات لتوفير الاجواء المناسبة لدعوتهم للتواجد ان كانوا حريصين فعلا على البلد ؟.فالدولة التي تعتبر من اولى الدول التي اعترفت بالحكومة الجديدة بعد الانتخابات , ومن اولى الدول التي فتحت لها سفارة وقنصليات في عموم البلد , وقدمت دعما ماليا ولها علاقات تجارية اضافة لعديد المشاريع الخدمية التي تبنى في العراق والمساعدة في تزويد مناطق بالكهرباء وانشاء محطات كهربائية فيها احق ان تحترم وان توطد العلاقة معها , والتي توجت بزيارة رئيسها لتعزز من مكانة العراق دوليا واعطائه بعدا اخر على ان العراق بدأ يستعيد عافيته وموقعه بين دول العالم .فمهما تكن نوايا ايران التي يتكلمون عنها والتي شوهها اعلام كان يتقاضى باليورو شهريا من مخابرات صدام تبقى اشرف من مواقف حكومات الدول العربية باجمعها التي لم يحصد البلد منها سوى القتل والارهاب والفتن , فبدل التباكي على بلاد الاعراب التي لم تقدم على اي خطوة ايجابية وافرغت البلد من تواجدها الدبلماسي ونشاطها الاقتصادي اقتصر على تصدير ما فسد في مخازنها او انتهت صلاحيته من ادوية او اغذية عليها تحسين علاقتها بكل من يعمل لصالح البلد ومن يجدون مصالحه معه . واذا كان اتهام ايران بانها صدرت الارهاب والفتن الى داخل العراق عليهم ان يتذكروا جزءا بسيطا مما كان يجري في مناطقهم , فمن كان يتسلم اموال الزكاة باكياس التي كانت تجمع لهم في مساجد السعودية ودول الخليج لتمويل عمليات الارهاب في العراق؟ ومن فتح ابوابه للزرقاوي وابو حمزة المصري واعوانهم؟ ومن كان يقتل ويذبح على طريق بغداد عمان وفي الكيلو 160 ؟ ومن جعل من اراضي وبساتين الفلوجة والمناطق المحيطة بها مقبرة جماعية لكل من سمي بعلي او عبد الحسين او عباس ولانهم اتباع اهل البيت عليهم قبل ان يكيلوا الاتهمات جزافا , فلو ارادوا تلفيق الحقائق كما كان نظامهم السابق يفعل فالوضع الان تغير واصبح هناك اعلام حر يكشف الحقائق في وقتها ومكانها , فلا يوجد مكان للتلفيق والخداع الذي تعودوا عليه ازلام البعث وبقاياه من الايتام . عراقيـــه
https://telegram.me/buratha