المقالات

من هو عدو العراق اليوم ومن الصديق؟

1521 15:26:00 2008-03-04

( بقلم : بشرى الخزرجي )

قرأت الكثير عن ما كتب بخصوص زيارة محمود أحمدي نجاد رئيس جمهورية إيران الإسلامية إلى العاصمة العراقية بغداد الحبيبة، هذه الزيارة التي تعتبر تاريخية رغم مخالفة بعض المتشنجين المعترضين لفكرة التقارب الحاصل بين بلدين شهدت حدودهم حربا ضروسا دامت ثمان سنوات (1980 -1988)، راح ضحيتها مئات الآلاف من الضحايا من الجانبين، وأمثالهم من الجرحى والمعاقين.

كلنا يتذكر كيف اندلعت تلك الحرب الشعواء، وأسبابها الحقيقية لا تخفى على ذي عقل رشيد، حينها كانت ماكنة صدام الإعلامية تطبل لأكاذيب وافتراءات، مشرعنة من خلالها حربها المستنزفة لقدرات العراق البشرية والعسكرية والمادية حيث تبنى وقتها النظام العراقي مهمة الوقوف بوجه المد الفارسي متبرعاُ بالشعب العراقي للأمة العربية، تحت دعوى حماية البوابة الشرقية. (مسألة عادية فالكل كان عنده فدوه لبو عداي والعروبة!!). اذكر تفاصيل الحرب المؤلمة للشعبين الإيراني والعراقي على حد سواء، كما أذكر جزئيات جريمة التسفير البشعة التي تعرض لها أبناء العراق وأنا منهم حين زج نظام صدام البائد بالعوائل المسلمة الشيعية العربية الأصيلة والأكراد الفيلية إلى إيران، التي كانت حديثة النشأة بعد سقوط نظام شاه إيران.

لم أزل أتذكر وجوه الناس على الحدود، وكم وددت لو تمحى تلك الصور من ذاكرتي، ومنها موقف لم يزل في ذهني وهو منظر عمي رحمه الله الذي عاش ومات في إيران ولم يستطع إتقان اللغة الفارسية! سأل موظف الحدود عمي عن أسمة و اسم عائلته (اسم شما وفاميلتن) أجابه المسكين دون أن يفهم السؤال إي والله أنا لابس فانيله حتى شوف!! ومشهد آخر لرجل قروي عجوز ينوح ويبكي على مزرعة النخيل التي كان يملكها (آه بويه نخلاتي..آه يا نخلاتي) وقد صودرت منه عنوة وتم تهجيره وحيدا!! مظالم والله لم ينظر فيها حتى اللحظة!! كل هؤلاء الناس وغيرهم ممن هربوا من بطش الجيش الصدامي بعد حرب الخليج الثانية و انتفاضة شعبان المباركة استقبلتهم إيران الإسلامية وحمتهم وجعلتهم ضيوفا رغم المشاكل والصعاب التي كانت تواجهها خلال فترة الحرب الجائرة وما بعدها.. أقول هذا ليس دفاعاُ عن الجمهورية الإسلامية وإنما كي لا نصبح ببغاوات نردد ما علق في أذهاننا من خزعبلات الثقافة الصدامية التي باعت العراق وشعبه لمن يدفع أكثر!! ولست هنا بصدد شرح صفحات أصبحت من التاريخ. ولا للعتب على كتّاب القومية العربية والبعثية لعلمي ويقيني المسبقين إنهم لايستحقون هذا العتب والكلام معهم أشبة بمن ينفخ بقربة مقطوعة، فبعضهم هاجم الزيارة بشكل غير منطقي متهماُ الحكومة العراقية الحالية بعدم الوطنية وانعدام الضمير وهي تستقبل بزعمهم عدو العراق الأول!

يا ترى من هو عدو العراقيين الحقيقي؟ هل هي إيران الدولة التي بادرت لمد يد العون وتقديم المساعدة من أجل النهوض بواقع العراق الخدمي؟ فكما يعلم الجميع أن إيران تمتلك قدرات فائقة في مجال التكنلوجيا والطاقة وقد قطعت أشواطا مهمة في هذا المجال، والعراق بلد يحتاج إلى تلك الخبرات وهذا العون، لما أصابه من انهيار في البنية التحتية نتيجة الحروب العديدة والغزو الأمريكي وما تلاه من تخريب لمفاصل الدولة على يد الإرهاب العابر للحدود من تدمير الطاقة الكهربائية والمائية وقطاعات الخدمات الأخرى.

أما الدول العربية المجاورة للعراق، فقد ظلت مترددة ومتفرجة على خراب البلد الاقتصادي والخدمي بل ساهمت في استمرار تدهور الوضع الأمني من خلال تصدير الإرهاب القاعدي الوهابي الذي يعمل على تفاقم الأزمات كي لا ينهض العراق ثانية. فالحديث عن العلاقات الإيرانية العراقية بعد سقوط النظام في بغداد الذي تسبب في نزف جراح ملايين العوائل من كلا الطرفين، يجب إن يكون بمستوى الواقع المعاش، فهذه إيران بلد له ثقله في المنطقة ويستطيع دون شك مساعدة العراق للنهوض وفي مجالات شتى.

أتساءل وباستغراب: لماذا الخوف من جار مسلم والاعتراض على مبادرة التعاون بين البلدين مادامت تصب في مصلحة الشعب العراقي؟ لماذا تبقى آفاق بعض الكتاب والمحللين السياسيين تنحصر في أفكار قوموية بالية دون الارتقاء إلى مستوى وحجم الضرر الذي أصاب العراق ومحاولة الاستفادة من جميع الفرص و المبادرات التي تدعم العراق في عملية إعادة الأعمار؟

بشرى الخزرجي_لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام منتظر
2008-03-04
احسنت يااختاه على قولك الحق الذي ينكره الكثير بحق جارتنا الصديقةايران ولكن الجميل من حكومتنا العزيزة ومسؤوليها الوطنيين انهم لايعيروا اي اهتمام لنعيق المغرضين فالقافلة تسير ببركة الله وحفظه وليخسأ اعداء الشعب العراقي ممن تربوا على الحقد والكراهيةوالعنصرية البغيضة
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-03-04
لو اتفق العراق وايران على علاقات اقتصادية متطورة وحديثة تبادل تجاري وصناعي فسوف تكون هذة الدولتين خلال مدة 10 عشرة سنوات من اقوى دول المنطقة اقتصاديا على شرط ان لا يضعوا فخ الى هذة الدولتين مثل اقامة حروب اوغيرها من المؤامرات على الاخوة في الحكومة الايرانية والعراقية لملمت وترشيد العلاقات خصوصا الابتداء بالسياحة الدنية فهي تقدم افضل العلاقات بين الشعبين والسياحة الدينة تتطلب عامل الاستقرار الامني وهو متوفر في مناطق الجنوب كذلك عمل شركات مشتركة فيها القطاع الحكومي والاهلي من الدولتين والشعبين
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-03-04
شكرا لكي يااختي بشرى على هذة الكتابة والله انتي تحفيريها في الصخر يوم كنت انا مجتمع مع عوائل عراقية وايرانية بعد الحرب في المانيا واعطيت لهم مفتاح القاعة الى الاخوة العراقيون وقلتوا اجلسوا فيها وتعارفوا مع العوائل الايرانية وفي اليوم الثاني قالوا لي الاخوة العراقيون من اهالي الموصل واللة يا اخي علي مانعرف هؤلاء الايرانيون الا هذا اليوم فهم شعب مسالم مثلنا كنا نتصورهم بشكل اخر لان المقبور كان يتكلم عليهم ليلانا ونهارا كلام مغاير الى ما نحن شاهدنا
علي السّراي
2008-03-04
اجل والله ايتها الاخت الفاضلة لقد صدقت... فقد جعل هبل البعث الكافر من الشعب العراقي كبشا يفدي به أمة الاعراب لعنهم الله الذين يتفرجون على مشاهد قتلنا وذبحنا وبدم بارد بعد ان ارسلوا الينا قطعان ارهابييهم ليكموا ما ابتداءه صنمهم الاكبر عجل بني تكريت المقبور وقد ان الاوان للبعض ان يتقيئوا الثقافة الصدامية البغيضة التي زقها لهم سفاح البعث المهزوم وجلاوزته والتي صورت و جعلت من دولة جارة تعتبر العمق الاستراتيجي لنا على انها خطرا حتميا يجب التخلص منه وقد ذهب جراء هذه المؤامرة على العراق وشعب العراق مايقارب المليون بين شهيد وجريح ومعاق من كلا الطرفين وهذا كله يصب في مصلحة اسرائيل واخواتها من امة الاعراب الذين كانوا يغذون الحرب بمليارت مغمسة بدماء ابناء الشعب العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك