المقالات

قَتلُ امرِئٍ في غابةٍ••  


✍ د.رعد هادي جبارة ||

 

مجريات الأحداث الدامية الحالية في أمريكا يمكن النظر إليها من زاويتين:

■الزاوية الاولى:

الإحتجاجات الصاخبة والصدامات الدموية والاعتراضات الكبرى التي أعقبت جريمة الشرطة الامريكية بالقتل المتعمد عن سبق إصرار للمواطن الأسود "فلويد"خنقاً وحقداً ليست احتجاجاً على مظلومية شخص واحد بعينه بل هي جريمة ضد الانسانية بمعنى الكلمة. فكان من الطبيعي أن تثير ردود الفعل العنيفة و التظاهرات الصاخبة و السخط العالمي لدى بقية الشعوب.

وهذه النقمة ناتجة عن الإنتهاكات الصارخة للسلطات الامريكية الدائمة والقديمة لحقوق الانسان في كل أنحاء الأرض بلا إستثناء.

فلم تكن الرُّكبة الامريكية التي ضغطت على رقبة "فلويد" خنقته (فرداً واحداً)بل هي منهج مستمر و أسلوب إجرامي اتبعته حكومة وجيوش واشنطن ضد جميع العالمين، فكانت النقمة الدولية على البيت الأبيض وحاكمه الطاغوتي بهذه الحدّة والشدّة.

■الزاوية الثانية:

عندما قامت الحكومة الأمريكية وقواتها المسلحة باحتلال بقية البلدان ،وخنقت الشعوب الأفريقية والآسيوية والأمريكية اللاتينية، ونهبت ثرواتها ،وصادرت حرياتها ،وسجنت ثوارها، واستعبدت نساءها، وانتهكت شرفهن ،وقتلت أطفالها ،ونفت قياداتها وعلمائها ،ودمرت بنيتها التحتية، وسلطت أذنابها على تلك الشعوب، و وهبت قدسنا وجولاننا بل كل فلسطيننا لربيبتها [إسرائيل] فأين كان الشعب الأمريكي و تظاهراته؟

ولماذا صمتت حناجر الشعب الامريكي وخلت شوارعه من الاحتجاجات المليونية ضد عنجهية وجرائم حكومته وجيشه؟

وعندما قامت سفارات أميركا بتجنيد العصابات والبلطجية والمجرمين المحترفين والميليشيات الخارجة على القانون ليمارسوا أسوأ أعمال الشغب والحرق والنهب ويقوموا بالإعتداء العشوائي (شلع قلع) على حرمات الشعب العراقي والسوري واللبناني والبحريني واليمني والتونسي والمصري والفنزويلي والتركي والسعودي والفيتنامي، و مكنت السفارات الامريكية عملاءها من رقاب الشعوب فسرقوا وقتلوا وسجنوا وشنقوا ونهبوا الأبرياء..أين كان الشعب الأمريكي و تظاهراته و احتجاجاته المليونية ؟؟

هل هانت مرارات بقية شعوب الأرض على الشعب الامريكي و أغضبه قتل "فلويد"خنقاً؟

■ختاماً؛

ظن البيت الأبيض أن إثارته الإضطرابات وأعمال الشغب في بقية البلدان سيجعله في منأى عن الاضطرابات في داخل أمريكا؛

{وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأيدي المؤمنين واعتبروا يا أولي الأبصار}

☆رئيس تحرير"الكلمةالحرة" باحث سياسي ودبلوماسي سابق

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك