المقالات

تمثال الحرية على منصة العنصرية الأمريكية ..!  


بلقيس علي السلطان ||

 

من يعود إلى التاريخ الأمريكي وكيفية نشأة الولايات المتحدة الأمريكية ، سيجد أنها نشأت على إبادات جماعية مليونية  للهنود الحمر والذين هم السكان الأصليون لأمريكا ، تلاها العديد من المؤامرات والحروب للاستيلاء على ما تبقى من ولايات ، ليبقى السكان الأصليون والذين كتب لهم النجاة_ السود_ عبيدا تحت السكان الجدد والذين قدموا من بلدان أوربا _ البيض _ وبالرغم من مرور القرون والأعوام وإدعاء الحريات إلا أن السكان الأصليون لا يزالون يعاملون كالعبيد وينظر إليهم نظرة الإزدراء والاستخفاف بهم وبحقوقهم ولا يعمل لهم ولوجودهم أي حساب إلا عند وجود انتخابات رئاسية ، عندها يتم التعامل معهم بشكل ممتاز وهم لا يتعدون كونهم مجرد سلالم يصعد من خلالها إلى البيت الأبيض مثلهم كمثل التعامل مع المسلمين الأمريكيين .

لقد ظلت قضية العنصرية والتمايز العرقي في الولايات المتحدة منذ نشأتها بالرغم من التعتيم الإعلامي ومحاولة الظهور بمظهر الحرية والتعايش السلمي ولفت الأنظار إلى المسلمين وإثارة الفتن الطائفية فيما بينهم ، وزرع الفتن كذلك والحروب في القارة السمراء (أفريقيا)  لكي يكون العالم في دوامة من الصراعات المختلفة بعيدا عن السياسة الأمريكية ضد شعوبها الذي جعلت منهم مطية للوصول إلى أهدافها وأطماعها السياسية والاقتصادية ملبية بذلك الأطماع الصهيونية الماسونية العالمية والتي تتحكم بدورها بكرسي البيت الأبيض وتدير من خلاله السياسات في العالم .

لقد توارث الأمريكون البيض  العنصرية من أجدادهم ولم يستطع أحد محوها من سلوكياتهم وتصرفاتهم وظلت كذلك هما ووجعا يلاحق الأمريكون السود في حياتهم ، وتحضرني هنا قصة للملاكم الأمريكي الأسود محمد علي كلاي الذي أعلن اسلامه ، عندها سأله أحد الصحفيين عن إسلامه بالرغم أن المسلمين عنصريين وطائفيين على حد زعمه؟

عندها أجابه محمد علي : لو كانوا كما تقول لما كسوا كعبتهم التي يتوجهون إليها خمس مرات في اليوم ويحجون إليها باللون الأسود ، فبهت الصحفي من رده القوي .

ربما ماحدث خلال هذه الأيام من حادثة خنق قام بها أحد الضباط البيض لمواطن أسود ، ربما أعادت قضية العنصرية الأزلية إلى الواجهة ،بالرغم من حدوثها المتكرر خلال فترات متقاربة ، وربما أن هذه الحادثة بالذات جاءت مفتعلة لصرف الرأي العام عن الفشل الأمريكي في مواجهة جائحة كورونا وكذلك فشلها في إيقاف السفن الإيرانية في الوصول إلى الشواطئ الفنزويلية وكذلك مشكلة البطالة التي وصلت إلى 20 مليون بطالة في وقت قياسي ، وبالرغم من قبح الجريمة وخباثة مرتكبها إلا أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما ظل العالم يرضخ تحت هيمنة السياسة الأمريكية أو بالأحرى السياسة الصهيونية الماسونية ، فهي لا تختلف عن مايفعله الإسرائيليون في فلسطين من مذابح وجرائم مختلفة ، فمشهد محمد الدرة مازال يشهد على من يدعون حقوق الطفل ، ومشهد قتل الفتاة في أحد المعابر يشهد على من يدعون حقوق المرأة ومشهد الشاب الذي قتل وعلقت جثته في الجرافه تشهد على من يدعون الحرية ويرفعون تمثال الحرية في واجهة بلادهم لإيهام العالم بأنها بلد الحرية وهي من تنتهك الحريات في العالم بدءً من بلدها ومروراً بجميع دول العالم ، وهي من تسمي نفسها متحدة وتتفاخر باتحادها ، بالرغم من أن ولاياتها مغتصبة ومسلوبة وفوق كل ذلك تسعى لتفكيك وحدة الأوطان وتقطيع أواصرها ، كالذي تفعله في بلدنا اليمن .

يبقى الحديث عن أهمية الوعي تجاه السياسات الأمريكية الصهيونية والتي تعمل دائما على إبعاد الرأي العام العالمي عن قضايا هامة تغير من مسار العالم ، ولو كانت جميع الجرائم الأمريكية تصور ويضج الشارع ضدها لكانت الولايات المتحدة قد أصبحت في خبر كان ولأصبح العالم ينعم بالسلام والأمن والحرية منذ قديم الزمان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك