المقالات

العراق في حضرة البطلين  


مديحة الربيعي ||

 

جاء أعرابي الى الامام الحسين عليه السلام بقصد طلب المعونة فأخذ الإمام سلام الله عليه كل مايملك المال في حينها ومقداره أربعة آلاف دينار لفها ببردته وأخرج يده من شق الباب حياء" من الأعرابي فأخذها الأعرابي فقال عليه السلام لعلك أستقللت ماأعطيناك قال الأعرابي لا ولكن كيف يأكل التراب جودك ياابا عبد الله، وهكذا أراد الله لجود سيد الشهداء أن يبقى لذلك صار  جوده خالدا.

لا يخفى على احد مقدار الامكانيات الضخمة التي تفصح عن نفسها في اوقات الذروة والزيارة والتي تمثل كرم سيد الشهداء وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام  وإحدى معاجز الثورة الحسينية ومدينة كربلاء المقدسة، الا أن العطاء يظهر بصورة أخرى وبأمكانيات ومقومات قل نظيرها لتشكل صورة يظهر فيها البطلين وهما يرفدان الحياة في بلاد الرافدين تارة كرم الحسين عليه السلام وبين فضل العباس عليه السلام لينسج عطائهما الابدي صورة وملحمة بدأت من الطف وقدر الله ان لاتنتهي ابدا فهما يتقنان البذل من اجل بقاء الإنسانية

لايمر يوم الا ومنجز يتحقق من خيرات العتبة الحسينية ويردفه اخر من العتبة العباسية، وهكذا هو سباق العطاء

قبل أيام أنجزت العتبة الحسينية مستشفى الشفاء بمواصفات عالمية في العاصمة بغداد وهو الرابع من نوعه، وبمدة قياسية لا تتجاوز ال ٣٥ يوما لأستيعاب المصابين بفايروس كورونا، لتقدم العتبة العباسية عطاءها من خلال مشروع اروائي ضخم يتمثل بأستخراج ماموجود في باطن الارض من مياه جوفية وإنشاء مجموعة من الأنهار كل واحد منها يكفي لتغذية ثلاث محافظات عراقية ليبقى العباس سلام الله عليه بعنوانه ساقي العطاشى ونهر الجود الذي لاينضب

تلك المنجزات ليست بجديدة فأزمة مياه البصرة والخلل في محطاتها ألقت بظلالها على المحافظة واشعلت فتيل أزمة قبل مدة عجزت الحكومة عن الخلاص منها فكانت المرجعية والعتبة العباسية آنذاك أصحاب المبادرة وأخذو على عاتقهم النهوض بتلك المهمة، اما دور العتبات في رفد الحشد والجيش بتقديم الدعم وأستقبال النازحين فيعجز الذهن واللسان عن العد والوصف، كل تلك المنجزات لمن يسأل عن غفلة أو عمد بين الفينة والأخرى عن دور واموال العتبات لتأتي المنجزات واحدة تلو الاخرى في الشدة والرخاء تعلن عن نفسها بالنوع والكم.

رغم أن تلك المهام مناطة بالحكومة التي يظهر التقصير واضحا في مهامها الا أن العتبات المقدسة في كل مرة تضطلع بتلك المسؤوليات الجسيمة وتنهض بالأعباء مع أن تلك المهام ليست من تكليفها، والأهم من هذا هناك من يتسائل ويحاسب بدلا من أن يسأل أصحاب الشأن والتكليف ويشكر المتفضل، وسرعان ماتأتي الأجابة سريعا لتجسد منجزا يضاف إلى سجل زاخر بالعطاء

الآن وفي ظل التداعيات والأزمات وبعد أن اتضح زيف الإنسانية المزيفة في أوروبا، نرى أن شوارع وأزقة العراق  تمتلئ  بالمساعدات، وتبنى المستشفيات وتقدم الحلول والمعالجات لشح المياه وتأمين أحتياجات المحافظات، ليكون هذا الباب الالهي العظيم الذي أراده الله أن يكون في العراق صمام أمان اليد العون على مر التاريخ، ليستمر جود الحسين والعباس سلام الله عليهما كما أستمرت ثورتهما ليبقى سر أسرار العراق أنه دائما في حضرة وحمى البطلين

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك