المقالات

كورونا ... بين الوطنيين ومدعي الوطنية 

1464 2020-05-30

    قاسم العبودي ||   بعيداً عن التشاؤوم والسلبية ، يبدوا التداعي الكبير والأنهيار الصحي الناجم عن الفساد الكبير والمستشري في مفاصل الدولة أوصل الأمور الى أنسداد كبير في مواجهة الوباء القادم . اليوم يبدوا أن اليأس والقنوط بدأ يتسلل الى نفوس القائمين على المفصل الصحي ، وبدا ذلك واضحاً من خلال التصريح الخطير الذي أدلى به وزير الصحة ( المحترم ) بالتعايش مع مرض كورونا . لو نظرنا بهدوء لتصريح الوزير ، نقرأ بين السطور أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة وذلك لأنعدام العلاجات الناجعة لمواجهة الأزمة الصحية الخانقة . اليوم باتت المواجهة صعبة جداً مع هذا الوباء القاتل في العراق وذلك لشح الموارد المالية ، والأنهيار الكبير لأسعار النفط في الأسواق العالمية ، فضلاً عن حالة التراخي والملل الذي بدأ على الناس بمواجهة الوباء . يفترض اليوم فرض حجر صحي شديد لمدة معلومة على أن لا تتجاوز الشهرين ، مع دفع رواتب الموظفين بلا أستقطاع ، ودفع رواتب العاطلين عن العمل وشبكة الرعاية الأجتماعية . يجب على الحكومة توفير الأموال لمواجهة هذه الجائحة بأي طريقة كانت ، حتى لو أضطرت الى الأقتراض الداخلي أو الخارجي . العراق اليوم يبدوا كأنه بؤرة الفايروس التي بدأت تستشري كما أستشرى الفساد الحكومي الذي لم تستطيع الحكومات على مدى ١٧ عاماً من القضاء عليه ، بل ساهمت فيه . أستشرت الجائحة كا النار في الهشيم ولابد من جهد حكومي جبار للسيطرة على هذا الوباء المقلق . على جميع المنظمات الحكومية وغير الحكومية ، وحتى الأحزاب التي تكنز الأموال التي أستحوذت عليها بغير وجه حق ، أن تثبت وطنيتها بالمساعدة لدرء هذا القادم القاتل الذي لايميز بين الوطني والعميل . يجب أن تكون هناك وقفة جادة لأبناء الشعب بالأمتثال الحقيقي لتوصيات خلية الأزمة ، بكل حيثياتها . كما يجب على البرلمان والوزراء جميعهم وبدون أستثناء التنازل عن جميع مستحقاتهم المادية لمدة شهرين متتاليين ، وأيقاف النثريات الضخمة لهم وللرئاسات الثلاث ، مع أيقاف السفر والأيفاد ، حتى يمكن توفير جزء من أموال المواجهة . فضلاً عن ذلك المفروض على وزارة الصحة توفير الأجهزة والمعدات اللازمة من جمهورية الصين ، حتى لو كان بالتعامل الآجل ، أو النفط مقابل هذه العلاجات والمعدات . كما يجب العودة مرة أخرى للتعاون الصحي مع الجمهورية الأسلامية الأيرانية وضرب مقررات الحكومة الكاظمية ، الحلبوسية التي تحاول الأرتماء بأحضان المحور الخليجي ( الأمريكي ) الذي لم يجني منه العراق غير القتل والدمار . العراق بحاجة الى وقفة جادة من الكل للعبور الى ضفة الأمان والحفاظ على هذا الشعب المظلوم ، الذي ظلتمه حكوماته التي تعاقبت عليه . الآن جاء الخط الفاصل بين من يدعي الوطنية وبين من أندك بها . مواجهة كورونا مقياس للثبات الوطني . ــــــــــــــــ
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك