المقالات

أزمة الصواريخ في كوبا وتحدي الأسطول الإيراني لأمريكا  


المحامي عباس كاطع الموسوي ||

 

في معلوماتي المتواضعة لم تجرأ دولة لتحدي أمريكا منذ عام ١٩٦٢ والتي شهدت أزمة بين الاتحاد السوفيتي حينذاك وأمريكا بكل جبروتها كادت ان تؤدي تلك المواجهة فيما سميت بأزمة الصواريخ والتي نصب فيها الاتحاد السوفيتي منظومة صواريخ في دولة كوبا في اوسع عملية استخبارية شهدها العالم بعد ان موه الولايات المتحده ونصب تلك الصواريخ مع نقل أفواج من القوات المسلحة تكنيكا وعدة ولم تعلم بهذا النقل الهائل من الاطنان الساندة لهذه القوات لوجستيا الا من خائن وجاسوس روسي يعمل لدى ألمانيا الغربيه والتي اخبرت جون كندي والذي صعق من هذا الخبر حتى أصبحت CIN محل سخريته.

 اي ان عملية نقل الصواريخ برمتها كانت بعمل استخباري منظم من قبل الاتحاد السوفيتي بقيادة خراشوف حينذاك وبعد علم الولايات المتحدة بدأت أزمة سياسية عسكرية كادت ان تؤدي لحرب نووية لولا تدارك زعماء البلدين هذه التداعيات وليصلوا لتفاهمات مشتركة تنازل بها الطرفان من بعض حساباتهم بغية الحفاظ على السلم العالمي والذي لم يستمر طويلا فبدأت حروب بالنيابة تقودها إسرائيل في حروبها عام ٦٧ وكذلك حرب ٧٣ لتبدأ حرب الثمانينات بين العراق وإيران وحروب طالبان في أفغانستان.

 لتبدأ حروب أمريكا المباشرة على نظام صدام والذي كان حليفا غير معلن للولايات المتحدة الأمريكية بالحرب على الجمهورية الاسلاميه في إيران وهذه الحروب المباشرة من قبل أمريكا لم تلجأ اليها الا لانها عرفت ان الساحة فارغة من تحدي أممي ضدها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفرغ روسيا إلى لممة جراحها بعد تفكيك منظومتها السياسيه في عهد غرباتشوف مدمر الاتحاد السوفيتي لتعبث أمريكا في مقدرات الشعوب بعد التدخل الامريكي في أفغانستان أولا لطرد الاحتلال السوفيتي منها .

ليتبعه حرب بوش الاب على العراق لطردة من الكويت بعد احتلاله في عدوان غاشم للان ندفع فاتورة خسائرة بعد ان دمر معظم الجيش العراقي عدة وعدد لتبقي قليل منه كانت كافيه للقضاء على الانتفاضة الشعبية الشعبانية بعد أن وجدت الولايات المتحدة الأمريكية ان بقاء نظام صدام يخدم مصالحها حينذاك ولتبدأ منطقة الشرق الأوسط بحروب في اليمن وسوريا والعراق وليبيا كانت الولايات المتحدة الأمريكية خادمة لربيبتها إسرائيل بعد ان وجدت في الحكام الخليجين الدعم والاسناد لمشروعها التدميري في المنطقه...

فلم تجد أمريكا من يكبح هذا التوجه الخبيث سوى محاولات هنا وهناك مثل تحدي كوريا الشمالية في التجارب الصاروخيه وتطوير برنامجها النووي السري حتى برز للساحة تحدي كبير متمثل بالجمهورية الاسلاميه في إيران والتي بدأت أول مرة بدعم كل القوى الجهاديه التي وقفت ضد الكيان الصهيوني وخاصة دعم حزب الله في لبنان ودعم سرايا الجهاد في فلسطين وكذلك تطوير مطرد في البرنامج النووي السلمي للجمهورية الاسلاميه في إيران والذي رغم سلميته دخلت في مفاوضات طويله فيما سمي 5+1.

 ليتوج باتفاق أممي كانت امريكا طرف فيه ولكن سرعان ما نقضته امريكا بعد تولي الرئيس ترامب حكمها ليبدأ فصل جديد من التحدي الإيراني لكل تحركات أمريكا في المنطقه وما برز من دعم لم تتوانى إيران من دعم شعوب اليمن وسوريا والعراق بعد ظهور ربيبة أمريكا داعش في المنطقه حتى شهدت المنطقه بين الحين والآخر توترات في محيط الخليج العربي ولبيرز الحرس الثوري قوة تتحدى اساطيل وبوارج ومدمرات أمريكا السارحة في الخليج والبحار القريبه من المنطقة حتى جاء التحدي الأول بإسقاط  طائرة  التجسس الامريكيه وهي أكبر طائرة تجسس في العالم وليبدأ فصل جديد من المناوشات بين إيران وأمريكا بعد الاعتداء الامريكي على السيادة العراقيه بقصف وحدات من الحشد الشعبي على الحدود العراقيه السورية في القائم زاعمة انها كتائب تابعة لإيران.

 تبعه جريمة كبرئ اهتز لها جميع الاحرار في العالم واعني بها أستشهاد المجاهدين ابو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي والذي يشكل انتهاكا صارخا للمعاير الدوليه في سيادة الدول ولتظهر الولايات المتحدة الأمريكية للعالم انها دولة مارقه تتحدى كل الدول ولكن بعد هذه الجريمة الكبرى وبعد أن شاهدت مراسيم التشيع التي لم تشهد له العراق وإيران مثيلا له راحت تتوسل كل أصدقاء إيران بعدم الرد حتى جاء الرد أولا في العراق وحرق بوابة السفارة الامريكيه في المنطقه الخضراء لياتي الرد قويا ومزلازلا في تدمير قاعدة الأسد الامريكيه في الانبار لتخرجها من الخدمة.

 وهذا أول تحدي كبير من قبل دولة للولايات المتحدة الأمريكية منذ أزمة الصواريخ في كوبا حتى أصبحت المواجهة مباشرة بين إيران وأمريكا والتي شعرت ان ما تخاف منه منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩ وسعت بكل جهدها لتحريك عملائها في المنطقه سواء صدام او حكام الخليج بدعم صهيوني شبه مباشر قد اصبح واقع مر لا تستطيع تغير ثوابته واقصد به قوة وصلابة الجمهورية الاسلاميه في إيران والتي تعرضت إلى حصار ظالم من قبل أمريكا بعد ان نقضت اتفاقها في برنامج 5+1 .

حتى جاءت تحرك البواخر الإيرانية متحدية أمريكا في عقر دارها بعد ان حملت هذا البواخر مادة البازين بالآلاف من الاطنان ناقلته إلى دولة فنزويلا والتي تتعرض الى حصار أمريكي ظالم ويجب أن نشير ان تحدي الجمهورية الاسلاميه في إيران يختلف عن تحدي الاتحاد السوفيتي في نصب صواريخها في كوبا حيث كان نصب الصواريخ سريا ولم تعلم به أمريكا الا بعد أشهر.

 بينما  التحدي الإيراني جاء على مسمع ومشاهدة الولايات المتحدة الأمريكية من تحرك الأسطول المكون من خمس بواخر ايرانيه اخذت تخط عباب البحر تحت مرمى وبصر البوارج والمدمرات وحاملة الطائرات الامريكيه والتي اكتفت بالمراقبه والترصد وبعد أن مرت البواخر الإيرانية في باب المندب وقناة السويس وجبل طارق وبعد أن أبلغ الجانب الإيراني أمريكا عبر وسائل الإعلام  ان التعرض لهذه البواخر سيجعل كل الأهداف الامريكيه لبعد 2000كم من إيران تحت مرمى الصواريخ البالستية الايرانيه لتبلع امريكا الطعم ولتسكت عن التعرض لهذه البواخر والتي وصلت الى سواحل دولة فنزويلا في استقبال مهيب يليق بالشجعان جاعلة جبروت أمريكا في الحضيض.

ان هذا التحدي الشجاع جعل غطرسة الولايات المتحده الامريكية من الوهن والضعف لانها واجهت اول تحدي كبير لم تتعرض له منذ أزمة الصواريخ في كوبا عام 1962 لتبدأ فصل جديد ومعطيات برزت وحتى صدق من قال أن العالم قبل كورونا هو ليس العالم بعد كورونا وليس غريب ان ماكنة الإعلام الغربي لم ينقل تحرك هذا الأسطول بل كان متقصدا في تحجيمه وتحجيم معطياته ولكن حقيقة وعنفوان وشجاعة وبسالة هذا التحدي الإيراني سيكون ملهما للشعوب المستضعفة ليعطيها دروسا كبيرة  واستلهام قوي في النهوض ضد غطرسة وجبروت أمريكا واللذان بدأ بالضعف والوهن حتى اندحارها وهذا ليس بعيد بإذن الله.. ونريد أن نمن على الذين استضعوا في الأرض...

                       2020/5/27

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك