المقالات

النفط من رموز حضارة وادي الرافدين

1682 01:47:00 2008-03-04

( بقلم : حيدر شامان الصافي )

حظي العراق قديما وحديثا بمنزله رفيعه بين الامم ،فمنذ مطلع الالف الثالث ق_م ازدهرت في السهول الرسوبيه في وادي الرافدين حضارة (سومر واكد) فامتدت هاتان الحضارتان باصولهما وجذورهما عبر التاريخ ، ومرتا في تطورهما بادوار حضاريه كثيره منذ اواخر العهد الما قبل الميلاد .

ومنذ ذلك الحين تملًك العراق ناحية الحضاره بكل مقوماتها ،شعبا وطبيعة وخيرات ... فضلا عن الموقع الجغرافي له هذا الموقع الذي جعله سببا للاطماع والغزوات ، فهو أي( العراق) يقع بين بلاد عيلام ( ايران حاليا) وبلاد الشام، وبلاد الاناضول ( موطن الحثيين)الامر الذي جعله تقاطع الحضارات والثقافات ، فما زال يعطي وياخذ ويتفاعل ويؤثر ،وحضارة وادي الرافدين احدى الحضارات القديمه التي يطلق عليها (الحضاره الاصليه) او ( الحضاره الاصيله) أي هي الحضارات التي كانت اصلا ولم تشتق من حضاره سابقه لها مثل حضارة : وادي الرافدين وحضارة وادي النيل وحضارة الشرق الاقصى ( الصين) وحضارة المايا والازتيك في امريكا الوسطى وبلاد السند وهذه الحضارات ذات صله على مايقول المؤرخون بحضارة وادي الرافدين .

ولست ابالي عندما اقرر ان أي حضاره حتى تكون كذلك سوف لاتكون مالم تملك مقومات البقاء ،وفي ظني كم من الحضارات اظهرت اعناقها لكنها الت الى التلاشي والاندثار....... ولعل السبب في ذلك انها لم تصمد بوجه الطبيعه او لانها لاتملك مقومات الصمود ،هذا اذا قررنا ان الثروه هي اولى بوادر الصمود بوجه طغيان الطبيعه ......... لكن الثروه في كل الاحيان تكون وبالا على اصحايها ما لم توافقها مقومات الحفاظ عليها واعني ان يمتلك صاحبها قوه فائقه تساعده على مقارعة العدوان والغزو الطامع ...

ان نظره قريبه على بلاد الرافدين في العصور الاسلاميه الاولى او ما قبلها تدفعنا الى القول ان العراق ما زال يحافظ على مكانته الطبيعيه بين الحضارات المجاوره .. فضلا عن جذبه لكثير من الطامعين لما حباهُ الله (تعالى) بالخير الوفير حتى قيل عنه (بلاد السواد الاعظم ) وذلك لكثرة ما فيه من ملامح الخضره الامر الذي جعله مطمعا لدولتي بيزنطه وفارس قبل الاسلام . ولما جاء الاسلام العظيم توجهت انظار قادته الى بلاد الرافدين لفتحها حتى تكون رافدا من روافد الجيش الاسلامي الاقتصاديه تساعده على مواصلة الفتح في ادنى الشرق او ادنى الشمال ....

وبالفعل صار العراق مركزا اقتصاديا يعوَدعلى خزينة الخلافه الاسلاميه بموارد هائله اعانت الجيش الاسلامي والامه الاسلاميه انذاك . حتى قيل عن العراق انذاك بانه (جمجمة العرب) ولك ان تفتش في هذا التتشبيه من معاني اقتصاديه قبل ان تكون سياسيه ....

واذا انتقلنا الى العهد الاموي تجد العراق محطا للصراعات والخلافات ، لا لشي بل لقوته الاقتصاديه فاذا سيطر عليه قوم صارت امور الدوله بيدهم ،بل صارت المبادره والقوه والغلبه عندهم .هذا ماحصل بين الزبيريين والامويين ، وما حاول قبل ذلك معاويه من السيطره عليه ثم بين العباسيين وخصومهم . وبعد اكتشاف النفط في بلاد الرافدين صار العراق قوه اقتصاديه لايستهان بها ، الامر الذي جر عليه الويلات والحروب وكان محطا للصراع بين العثمانيين من حهة والحلفاء من جهة اخرى ..

ان نظره عجلى لما يمتلك العراق من الثروات الطبيعيه لاسيما النفط تؤكد دون ريب ان بلاد الرافدين ستبقى مطمع القوى الغاشمه . خصوصا اذا ادركنا ان النفط يدخل في كل مفاصل الحياة اليوميه ،اذن العراق مفصل حيوي من مفاصل الحياة الانسانيه .

لو كان قدر العراق غير ما كان لكانت ثروة النفط مصدر سعاده لابناء شعبه لامصدر فقر ومعاناة .... النفط يعني الكهرباء يعني الماء ،يعني حركة المواصلات ،يعني الخير بل يعني الهواء النقي احيانا .. .اذن هو الحياة .. من هنا صار المحتل يتحكم بزمام الحياة في بلاد الرافدين من خلال الانظمه التي سيطرت على مقاليد الامور في العراق .فلو كانت هذه الانظمه حريصه على شعب العراق لجعلت النفط مصدرا للحياة لا مصدرا للموت فمنذ عام 1921 م لم تفلح هذه الانظمه المتعاقبه على الافاده من خيرات العراق الطبيعيه بما يسهم في سعادة ابنائه ...ليت شعري لو اخلص اولئك الحكام لشعبهم وتخلوا عن طموحاتهم الشخصيه وقدموا مصلحة الوطن والشعب عليها لكان ابناء الرافدين ببحبوحة من العيش يحسدون عليها ... ان بلدا مثل العراق يفتقر الى مصاف نفطيه او محطات بنزين او محطات كهرباء لهو امر في غاية السوء بالنسبه لابناء شعبه ...لقد كان حكام بلاد وادي الرافدين يفتخرون بحضارتهم ولم يفخروا يوما بانهم فجروا ما في هذه الحضاره من ثروات وخيرات وعقول من هبات الله (تعالى) في سبيل سعادة ابناء الشعب

رئيس ابحاث اقدم مركز ابحاث الاهوار

جامعة ذي قار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك