المقالات

جولة في مقبرة الأحياء ..  


مازن البعيجي ||

 

بعد صلاة الفجر واول لحظات العيد جاشت بي مشاعر لأحبة فارقونا عن قريب والعيد يشكل محطة طوارئ للمشاعر وناقوس وفاء يحتم حمل الآماق إلى حيث يرقدون ، لم اكن اتخيل أنها الدموع مستنفرة وتبحث عن حجة لتهرب من قصبة الجفون لتعلن من على منبر الخدود الشوق محرق والجوانح تلتهب .

خرجت وعائلتي التي تحسن البكاء لكثر ما مر بها شوط البكاء ، وصلنا والشمس لازالت متعثرة بين غيوم تسترها وبين خجل ان تطل في عيد الله الأعظم على من همُ العيد!

وصلنا وأنا ادور برأسي بين تمتمات الدعاء والتأثر واحتقار الحياة الذي صرت احسهُ في لحظة تمنيت دوامها في باقي الوقت وخارج هذا الموقف ، واقرأ بعض القبور التي يكسوها التراب والقدم ولعلها تعنى هجرانها من قبل من كانت روحاً وحارساً يهش عن متنعمين غادروه ونسوا ان لهم قبر يبكي الحجر لأجل لوعة اشتياقه لمن يقف عليه ويقرأ الفاتحة!!!

حتى وصلت من هو رفيقي وأخي الاصغر مني ذي المواليد ٧٤ وكان مؤمن وخلوق وولائي ومدافع عن حياض العترة المطهرة عليهم السلام ، هو الآخر شعرت في عيون قبره العتاب ولسان حاله يقول لا تقول بسبب كورونا تعطلت!!!

وهنا خيال الحديث خلع قلبي واشعرني التقصير ، لكن لا مجال غير التسليم لله تعالى الذي جعله الله قاهرا لغرورنا .

الكل من حولي أموات والغبار يكسو قبورهم التي غيرت الشمس ملامح الكتابة والصور!!!

إلا قبور كأنها في حفلة عرس تتراقص لها تلك الصورة التي تحكي انهم هنا فقط أحجار والإجساد في عالم الخلود ورياض من قال فيهم رب العزة الجلال ، تعلو صورهم بالملابس العسكرية كلمة "الشهيد فلان" وسيرته في كل تلك الكلمة نحن الذين قال عنا إحياء عند ربهم يرزقون ، شعور معه تحتقر الموت الطبيعي بأي حادث موت مرض او غيره!

لتأخذك فورة إسترجاع ما اختزنته الذاكرة من سيرة للمجاهدين دلهم عليها المعصوم وشوقها لهم " وقلاً في سبيل الله فوفق لنا " وغيره لا يليق بمن عرف وتذوق طعم النجابة والشرف والنزاههة!

خلصت الجولة من مقابر أحبابي وحال نية الرجوع واذا بصوت من الأعماق يا هذا انت لم تزور الشهادة القادة وشيبتهم تنتظر كل مخلص ووفي يخبرها بأن إنجازاته لم تضيع ولازال السياسيون على العهد!!!

ولكن لأن الكذب كذب احرجت من أخباره بالحقيقة وأن القوم هرولوا إلى قاتلكم يستنجدون به ليقتل البقية ولكن ليس ب ٥٠٠٠ مفخخ بل بالأقتصاد الموهوم!!!

وكأن الرد من صورة قد شقت ثناياه ضحكة المطمأن الواثق من ان ما زرعه غير قابل للحصاد مهما سن الجبناء مناجلهم في حداد السفارة او آل سعود ..

(أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك