المقالات

اولويات الدستور الاتحادي

1321 14:51:00 2008-03-03

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

لقد اثبت المشهد السياسي العراقي عمق الترابط الديمقراطي بنضج الثقافة الوطنية ومدى انسجامها مع مربع واطار المعادلة العراقية وترسيخ الخطاب الوطني مع ضرورات المراحل المتطورة التي وصلت خطوات متطورة في البناء التحتي المفاهيمي القيمي، والمعيار في ذلك استمرار تحرك القوى السياسية الوطنية الفاعلة لبناء تجربة رائدة تستند الى مناهج تحليلية وتركيبية قادرة على انتاج الذات لتحولها الى همة وتصميم وطني يقف ضد نوازع الاسترخاء واللامسؤولية والاستسلام والترهل المؤسسي بالانتقال الى مسارات قادرة على المشاركة في صنع القرار بشكل منظم ومتناسق يتناغم مع عوامل التقدم والرقي واقرار وجودها الكياني، ولعل من اهم الملفات البنيوية المنتجة لصيرورتنا الجديدة هو كسب الحشد الدولي والاقليمي لتعضيد الدبلوماسية العراقية وتفعيل امكانية التعاطي مع المنظومة الدولية التي لازالت متعثرة بالانفتاح على العراق الجديد.

اذ لازال البعض يعيش تراكمات الارث الصدامي ولم يقتنع لحد الآن بالتجربة التغييرية الوطنية ومعطياتها الحالية، وهؤلاء المرجفون لا تروق لهم الارادة الجماهيرية وافرازات صناديق الاقتراع، وآخرون لم يدخروا من توظيف امكاناتهم لاشعال فتيل الحرب الاهلية بين العراقيين في تصديرهم قطعان الارهابيين والتفكيريين المدعومين بفتاوى ظلامية لاجهاض التجربة الديمقراطية، غير أن الصمت العربي والاقليمي في هذا الصدد يعد أمراً مخجلاً، فالعمق الاستراتيجي العراقي في اطار العربي امر مفروغ منه ولابد من استعادة الثقة التامة به وتوحيد المواقف لردم الهوة لتبديد تلك الهواجس، فان الديمقراطية التي امنا بها ووضعنا دستورنا وحققنا المكاسب والانجازات بالقدر المتيسر على اساسها قد بددت الكثير من الرهانات بالاندحار القاعدي وجمهوريته الطالبانية ليس في العراق فحسب بل في كل دولة المنطقة وجاهرت بهزيمتها بالعراق بعد أن جففت معظم البرك التي تسبح فيها، فقد كشف اليقين الديمقراطي في العراق الفيدرالي التعددي الدستوري ايمان الجماهير بحتمية البناء والاعمار، بعد ان قطع اشواطاً جريئة وعلى سبيل الفرض فان التجربة في الهند أظهرت عمقها الريادي رغم تعددها الاثني والقومي والثقافي والديني، فيما تعوم دول بموجات من الاحتراب والتضاد المفاهيمي.

ان تحسين الخدمات ومكافحة الفساد الاداري والاصلاح السياسي هي من اولويات المرحلة بعد ان تنفس العراقيون الصعداء بانحسار الارهاب في مناطق محددة فهم يترقبون بحذر ما ستؤول اليه الامور لترجمة الوعود الحكومية الى ورقة عمل تتحرك على الارض، والحال ذاته ينطبق على صوابية القوانين لوضع الحلول حول الملاحظات التي ابدتها الرئاسة والسعي لتمرير القوانين بما يتماهى مع الصلاحيات الدستورية، وعليه فان المؤسسة الدستورية هي من يفصل في الرأي ضمن اطار عملها لتناقش دستورياً وبديناميكية لا مركزية تضمن سلامة انظمتها المقررة اصلا بالدستور المنتخب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك