المقالات

القيادة الإقليمية والقيادة العربية لمحور المقاومة وسياسة اسرائيل تجاههما  


د. جواد الهنداوي *||

                 

                 مشهد محور المقاومة في المنطقة ، وكما أراه ، يمضي في مساره الجهادي والنضالي بقيادتيّن : إقليمية ،ممُثلة بايران ومُرشدها السيد خامئني ، و قيادة عربية ،ممُثلة بسوريا و رئيسها السيد بشار الأسد . وكلا القيادتيّن ، تتكئان ،في المشورة والميدان بسيد المقاومة حسن نصر الله و بحزب الله في لبنان .

           قيادة إقليمية و بهوية إسلامية و بهدف دعم حركات التحرر من الاحتلال و محاربة الإرهاب و حماية الامن القومي للجمهورية الإسلامية الإيرانية .

          قيادة عربية (سوريا) وبهوية قومية عربية ، وبهدف دعم حركات وفصائل المقاومة ضّدْ الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي وضَدْ الإرهاب والرجعية ، والدفاع عن سيادة و تراب الدولة السورية .

          تحت ظل القيادتيّن ، الإسلامية و العربية للمقاومة ،  تجّمعتْ كل حركات و فصائل المقاومة ، وبمختلف عناوينها وجنسياتها و افكارها السياسية (فلسطين ،اليمن ، لبنان ، سوريا والعراق ) ، الجميع ، و إنْ اختلفت الانتماءات و المتبينات ، تجمعهم هوية المقاومة و وحدة المصير .

          تجربة محور المقاومة بقيادتيّه برهّنت على أنَّ الانتماء الى المقاومة أقوى من ايّ انتماء آخر ، و اثبتتْ  توافق وتعايش  هوية المقاوم مع هوياته و انتمائاتهِ الاخرى (هوية الدولة او الطائفة او الدين )  اصبح المقاوم ، و بعنوان او بجواز المقاومة ، وبغض النظر عن جنسيته ، يتنقل من جغرافية الى آخرى ، و من بلد لآخر ، دفاعاً عن ارضه او عن مبادئه او دعماً لنضال حركة التحرر في فلسطين او في سوريا او في لبنان او في اليمن .

        لم يعدْ ميدان محور المقاومة الحرب والسلاح و الدفاع و الاستشهاد ، وانماّ تعداه ليشمل جميع مجالات الحياة ، ابتداءاً بالفكر و منظومة القيم و تطبيقاً في الاقتصاد و الثقافة و الفن .

     تعزّزَ و ترسّخ محور المقاومة  بفضل إطاره  السياسي و بتمثيله الشعبي و بمشاركته الدستورية والنيابية و الحكومية . بدأت شرعية المقاومة بدماء الشهداء و بميادين الوغى و نمت و تعززت  شرعية المقاومة بنيلها  ثقة الشعب وتمثيلها ( واقصد المقاومة )  لارادة الشعب ،من خلال المشاركة في الحياة السياسية و النيابية .

       نفهمْ إذاً اسباب مخاوف و مواقف اسرائيل و المربع الصهيوني ( امريكا ،اسرائيل ، الإرهاب ، العملاء ) .

      إنْ كانت اسرائيل ، في القرن الماضي ، تواجه مواقف و تصريحات معادية و حروب مبرمجة من الدول العربية ، ساهمت في توّسع اسرائيل ، فانها ( واقصد اسرائيل ) في مواجه اليوم مع مقاومتيّن : إسلامية واقليمية بقيادة ايران ، وعربية بقيادة سوريا .

       المقاومة حررّت جنوب لبنان ، و دحرت الإرهاب ، و أحبطت مشاريع هيمنة اسرائيلية و امريكية على المنطقة ، ولكن  المفاوضات الفلسطينية مع اسرائيل و مواقف وتصريحات ومبادرات الدول العربية سمحت لاسرائيل بالتمدد وبالتوسع ، وها هي اسرائيل اليوم تستعد لضّم اجزاء من الضفة و من غور الأردن ، وتروّج وتعمل لمشروع " الأردن الوطن البديل " .

       نفهمْ كذلك دور امريكا وبالتعاون مع اسرائيل وحفاظا على مصالحها في الحيلولة دون تواصل جغرافي لمحور المقاومة  ، بقطع الطريق من طهران الى لبنان ، من خلال تواجد عسكري أمريكي مباشر في شرق الفرات في سوريا ، و تواجد ارهابي في وادي حوران في العراق ، و قوات كردية مواليه لهما ( لأمريكا و لاسرائيل ) في سوريا .

         كيف حاربت وتحارب اسرائيل ، وبدعم أمريكي ، محور المقاومة بهويته او بقيادته الإسلامية ( ايران ) ، و بهويته او بقيادته العربية ( سوريا ) ؟

       بقدر توّسع محور المقاومة جغرافياً و سياسياً ، حرصت اسرائيل و بدعم أمريكي على توسيع مُربعهما الصهيوني ليشمل ( امريكا ،اسرائيل ،الإرهاب ،العملاء ) .

     استخدمت اسرائيل سلاح الدين والطائفية لمحاربة القيادة الإسلامية او الهوية الإسلامية لمحور المقاومة ، وسعت و تسعى بالتمييز و بإثارة واستيقاض النعرّة الطائفية بين مسلمي المنطقة و بين شعوب المنطقة .

وفرضت وتفرض عقوبات على ايران باعتبارها القيادة الإسلامية لمحور المقاومة ، و تسعى لأن تكون ايران ،و ليس اسرائيل ،هو العدو في المنطقة .

      كذلك ، استخدمت اسرائيل ، وبدعم امريكا ، سلاح التطبيع لمنع تبلّور و توّسع محور عربي للمقاومة ،  وهذا ما يفسّر استهداف سوريا بالإرهاب و بالاحتلال الامريكي و بالاعتداء الاسرائيلي  العسكري المتكرر على اراضيها ، باعتبار سوريا الآن تمثّل القيادة العربية لمحور المقاومة .

        صمود سوريا و نجاحها في حرب الإرهاب عزّزَ دور محور المقاومة في المنطقة ، وساهمَ في توسّع المحور ، و في استطاب  دعم ايران و روسيا . ولولا صمود القيادة السورية والجيش العربي السوري لما استمرَ الدعم الإيراني والدعم الروسي لسوريا .

 

*سفير سابق / رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات و تعزيز القدرات ، بروكسل

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك